Thursday, October 19, 2006

فتيات الجالية المسلمة في بريطانيا: نحن لسنا إرهابيات

أروى وليد ـ الجزيرة توك ـ لندن

بعد مرور عام على أحداث 7/7 أو تفجيرات لندن يواجه الشباب العربي المسلم تحديات و صعوبات لم يعهدها من قبل كالتنميط و الأحكام
المسبقة التي تعتمد على المظهر الخارجيكالحجاب. فماذا كان رأي الشابات المسلمات بعد مضي عام على هذه الأحداث؟وسن التكريتي 19 سنة تقول: "كمسلمين في بريطانيا لم نواجه مشاكل كثيرة لسنوات طويلة لأنالمجتمع البريطاني مجتمع متعدد الثقافات و الأديان.و لكن وضع المسلمين ساء بعد الحادي عشر منسبتمبر و شعرنا باستهداف متزايد للجالية المسلمة في بريطانيا. و أنا كشابة مسلمة أحس بأننيمستهدفة و أجرم من قبل أفراد في المجتمع بسبب ارتدائي للحجاب. و كمثال على ذلك بينما كنت أستقل الباص صاح أحد الركاب : إنها تحمل قنبلة في حقيبتها ! اتجهت أنظار الجميع نحوي واضطررت لطمأنة الركاب أني لا أحمل قنبلة!".و تستطرد وسن "الناس خائفون يعتقدون أن كل مسلم هو إرهابي و يحمل قنبلة في حقيبته وهذاشيء يغضبني و يجرح مشاعري..أنا لن
أفجر نفسي...و أريد أن أفهم الناس أنني لست كذلك لأن أمن بريطانيا هو أمني الشخصي
".
مسلمة بريطانية؟.. أم مسلمة من بلد آخر ؟

كفتيات يعشن في مجتمع غربي يخال المرء أنهن يعانين من اضطراب في تحديد الهوية فهل هن مسلماتبريطانيات أم أنهن مسلمات يشعرن بالانتماء لموطنهن الأصلي؟. و عن هذه النقطة تجيب عائشةصدّيقة 25 عاما الباكستانية الأصل : " الكثير من المسلمين مزدوجو الجنسية ..و سنحاول أننستفيد قدر الإمكان من كوننا مزدوجي الجنسية..نحن نشعر بإخواننا المسلمين في كل مكان و نتألملألمهم و نفرح لفرحهم لأننا نؤمن بمبدأ الأمة و لكن لا نستطيع أن نتراجع بعد أحداث 7/7 و أن نستسلم للصورة النمطية. علينا أن نساعد إخواننا هنا لأن هذا هو وطننا الآن..و كون أحداث7/7 حصلت لا يعني أن علينا أن نجمع أغراضنا و نرحل عن هذه البلاد لأن غير المسلمين يكرهوننا فنحن جزء من المجتمع البريطاني تركنا بصمتنا فيه و علينا أن نستمر في هذا".أما أروى م. 17 عاما فتؤكد أن " ما دمت في بريطانيا فسأفيد المسلمين هنا و إن كنت في بلدي الأصلي سأفيد المسلمين هناك ..سأحاول أن
أفيد المسلمين أينما كانوا
"
أحداث 7/7 ..شباب مهمش و أصوات غير مسموعة
صدم المجتمع البريطاني بهذه العمليات لأن من قاموا بها ليسو دخلاء من تنظيم القاعدة في الخارج و إنما من شباب تربوا في بريطانيا و كثر اللغط و الحديث عن الأسباب التي دفعت بهم للقيام بهذه التفجيرات." الشباب كانوا غاضبين من الحكومة بسبب تهميشهم و ظلم السياسات الخارجية لإخوانهم خارجبريطانيا" هكذا تفسر عائشة صّديقة هذه الأحداث و تستطرد:"من خلالنا بحثنا كطلبة علم اجتماعتبين لنا أن الذين قاموا بالعمليات التفجيرية لم يكونوا جزءا من طالبان... بل كانو أربعة أفرادتعلموا من الانترنت كيفية صنع القنابل ليرفعوا الوعي بقضايا المسلمين..أرادوا أن يفهموا الحكومة البريطانية أنها لا يمكن أن تفعل ما يحلو لها بدون عواقب داخل أراضيها ..و من المؤسف أنهؤلاء الشباب كانوا مسلمين و حاملين للجنسية البريطانية".أما وسن فتقول: " ..الحكومة لم تأبه لكل المظاهرات التي قامت ضد الحرب.و بالأخص المظاهرةالمليونية التي كانت من أكبر المظاهرات التي سجلت في تاريخ بريطانيا و لكن الحكومة لم تستمعإلى أصوات الشعب مما أصابنا بالإحباط
".
الفتيات المسلمات..قوة للتغيير و أمل للمستقبل

كعادة الكثير من الشابات في البلاد العربية تتجه شريحة واسعة من الفتيات في بريطانيا لدراسة الطب و الصيدلة و الهندسة أو "كليات القمة" كما يحلو للبعض تسميتها و برعن في هذه المجالات.لكن تظل هناك شريحة أخرى تتساءل عن الماضي تحلل أحداث الحاضر و تنظر بعين ثاقبة إلى مستقبل الجالية المسلمة."أريد أن أسعى لتغيير الواقع ..و تغيير الواقع يبدأ من المشاركة في الحياة السياسية".. هكذا ترى وسن الطريقة المثلى للتعامل مع الواقع الجديد و تضيف:" أريد أن أكون مثالا للفتيات المسلمات ..الفتاة المسلمة التي تشارك في البرلمان و تشارك في جماعات الضغط و المنظمات غيرالحكومية لتكون جزءا من عملية التغيير البناء. أبي كان عضوا فاعلا في السياسة.. و لذلك اخترت دراسة السياسة و الدراسات البرلمانية في الجامعة".أما مريم البصري فتقول:" اخترت الدراسة بقسم الدراسات الشرق أوسطية لأنني أحمل دماءا عربيةو أشعر أنني عربية و لأن الشرق الأوسط هو مركز الأحداث في العالم في القرن الواحد و العشرين. والدي ناشط سياسي منذ أن كنت صغيرة و اعتدت على سماع النقاشات السياسية".بينما تؤكد أروى م.: " نحن مليونان من المسلمين في بريطانيا و ندفع الضرائب فعلينا أن نطالببحقوقنا و نحفظ هويتنا و يجب أن نؤخذ بعين الاعتبار". و عن نظرتها للمستقبل تعلق: " نظرتي للمسلمين بعد 20 سنة هي أن القيم الإسلامية ستكون السائدة. لا أعني أن كل بريطانيا سوفتسلم و لكن القيم الإسلامية ستكون محترمة من قبل الأفراد في المجتمع البريطاني

Wednesday, October 18, 2006

خواطر متأخرة جدا ..حول أزمة الرسوم

شاهدت اليوم حلقة من برنامج "اليوم السابع"..يقدمه محمود سعد على قناة ام.بي.سي .. كان الضيف أحمد الشقيري و هو أحد مقدمي برنامج "يلا شباب" على نفس المحطة..
معظم الحوار كان يدور عن نصرة النبي صلى الله عليه سلم بعد أزمة الرسوم الدنماركية و عن الحلقة التي صورها أحمد الشقيري في الدنمارك مع شباب آخرين للحوار مباشرة مع الشارع الدنماركي دون أي حواجز ..حقيقة أنا لم أشاهد الحلقة ..و لكن الموضوع ذكرني بجملة من الخواطر و الأفكار التي كانت تجول في عقلي عندما كانت الأزمة في أوجها ..
أولا..ألقت الأزمة الضوء على مدى تبعية المسلمين اقتصاديا للغرب ..و اعتمادهم على البضائع المستوردة من الخارج بشكل عام ..و إذا نظرت حولك تجد أن القلم على سطح مكتبك صنع في الصين ..و سيارتك صنعت في اليابان! و الكرسي الذي تجلس عليه صنع في السويد..اعتماد كامل مخجل يبدأ من المعدات الحربية و ينتهي بأصغر الأشياء كالدبوس مثلا! ..
ثانيا: المسلمون دائما في موقع رد الفعل بدلا من الفعل..دائما "يفعل بنا" و لا "نفعل"..قاطعنا الدنمارك ..فردت لنا دول أوروبية أخرى الصاع صاعين بإعادة نشر هذه الرسوم ..فهل سنتحول لمقاطعة أوروبا كلها؟ و إذا تآمر العالم على الأمة الإسلامية فهل تعزل الأمة نفسها و تقاطع منتجات العالم أجمع؟
هذا السؤال ذكرني بملصق كان يتداول عبر الانترنت يقول بما معناه " نجوع و نعرى و لا نقبل بحضارة الغرب الزائفة و إهانة نبينا(ص)"... مع سمو نية صاحب هذا الملصق ..و لكننا لا نحتاج لأن نجوع إذا كنا نملك الإرادة لأن نستقل عن الغرب اقتصاديا..الحل ليس أن نجوع و نعرى ..و لكن أن نطعم و نكسو أنفسنا دون الحاجة للاعتماد شبه الكامل على غيرنا في كل شيء.. لقد قاطعنا المنتجات الأمريكية في بداية الحرب على العراق ..و أخذت الحماسة الجماهير الإسلامية ..و اتخذت المقاطعة كسلاح "فعال" و لكن بعد مرور ثلاث سنوات ماذا حصل؟ بدأت الهمم تفتر و أصبحنا نرى المنتجات الأمريكية في كل مكان و كأن شيئا لم يكن! ..مع احترامي لسلاح المقاطعة ..و لكنه سلاح مؤقت يخضع
لثورة العواطف العربية التي لا تكاد تتقد حتى تصيبها عدوى التجاهل و النسيان..
مقاطعة البضائع الدنماركية و الخسائر التي تكبدها الاقتصاد الدنماركي كانت ضربة موجعة ..و لكن هذا لا يكفي..لأننا سنظل عرضة للهجوم و سيظل موقفنا ضعيفا مالم نتخذ التدابير اللازمة لبناء حضارتنا و اقتصادنا الحر لا المستعبد ..وقتها فقط سنستطيع أن نرد من موقع القوة ..فهل هذا المقال هو تشجيع للتجارة البينية بين الدول الإسلامية؟الجواب هو نعم ..لأنه بغير التكامل الاقتصادي بين الدول الإسلامية لن نملك من أمرنا شيئا و سنظل عبيدا و طفيليات تعيش على خيرات الأمم الأخرى ..نحن نعيش في زمن التكتلات و إذا كنا لا ننتمي لكيان صلب ..دهستنا الأمم الأخرى بلا رحمة ..