Sunday, November 26, 2006

خديجة بن قنة: إرضاء الله أهم من إرضاء الجمهور



السلام عليكم ..هذا هو نص الحوار الذي أجريته مع خديجة بن قنة عندما ذهبت للدوحة ..
أرجو ان ينال إعجابكم :)

حوار : أروى وليد ـ الجزيرة توك ـ لندن

كان ظهورها بالحجاب على قناة الجزيرة مفاجأة دهش لها الملايين من المشاهدين في الوطن العربي و الإسلامي و ألقت الضوء على الحضور الحييللمرأة المسلمة المحجبة في الساحة الإعلامية بحسب رأي بعض المراقبين..الجزيرة توك اخترقت البوابات العالية لمبنى قناة الجزيرة في قطر فكان لها مع المذيعة خديجة بن قنة هذا الحوار

خديجة بن قنة طبعا غنية عن التعريف إعلامية ناجحة و مميزة فهل لك أنتحدثينا عن مسيرتك الإعلامية؟
المسيرة بدأت تقريبا من 19 سنة بدأت أدرس في السنة الأولى من الجامعةكنت أدرس في معهد الإعلام و تخصصت في الإذاعة و التلفزيون و في نفسالوقت في فترة الدراسة في الجامعة كنت أعمل في الإذاعة الجزائرية الناطقة باللغة العربية كمحررة و مقدمة أخبار,كانت هذه التجربة الأولىفي مشواري الإعلامي استمرت قرابة الأربع سنوات انتقلت بعدها إلى التلفزيون الجزائري و أيضا كنت أعمل محررة و مقدمة النشرة الرئيسيةالتي كانت آنذاك نشرة الثامنة مساءا بعد تجربتي في التلفزيون الجزائريو نظرا لظروف أمنية و سياسية التي كانت تطال المثقفين و الصحفيين فيتلك الفترة بسبب الحرب الأهلية اضررت إلى السفر إلى الخارج و توجهتإلى سويسرا و هناك اشتغلت في الإذاعة السويسرية لمدة أربعة سنوات و بعدها انتقلت إلى الجزيرة و اعتبر من الجيل المؤسس لقناة الجزيرةو الآن عمري في الجزيرة يقترب من العشر سنوات.

و كيف اختلف مناخ العمل بين التلفزيون الجزائري و تلفزيون الجزيرة؟

الاختلاف الموجود هو ليس اختلاف تقني بقدر ما هو اختلاف من الناحيةالسياسية أو من سقف أو هامش الحرية المتاح في الجزيرة غير متاح فيالقنوات الرسمية في دولنا بسبب طبعا الرقابة الرسمية المسلطة علىالتلفزيون أكثر مما هي مسلطة على الصحافة المكتوبة. فالاختلاف الأولهو اختلاف هامش الحرية أو اتساعه في قناة الجزيرة مقارنة بالتلفزيون الجزائري ..نمط العمل يختلف في الجزيرة لأنها قناة إخبارية أم القناة الجزائرية فهي قناة برامج عامة تقدم كل شيء منوعات على أخبار على مسلسلات على برامج ترفيهية فيما تعتبر قناة الجزيرة قناة إخبارية .. و كانت القناة الإخبارية الوحيدة التي تلعب على الساحة في تلك الفترة ثم جاءت بعد ذلك قنوات منافسة فيما بعد.

برأيك ما هي مواصفات المذيعة الناجحة؟
المذع الناجح او المذيعة الناجحة..النجاح طبعا مرتبط بنعمة إلهية هي نعمة القبول. هناك مذيعين أنعم الله عليهم بهذه النعمة فبمجرد أن ترينهمأو تشاهدينهم على الشاشة تجدي أن هذا المذيع او هذه المذيعة دخلت قلبكأو الناس أحبوها بسرعة فهذه النعمة ليست موجودة عند الجميع و لذلك أقول لك إنها نعمة إلهية ..الشيء الثاني هو أنه هناك مواصفات ثانية للمذيععليه ان يجتهد عليها بنفسه مثل اللغة العربية السليمة ..مخارج الحروفيجب أن تكون سليمة ..الصوت ايضا نعمة من الله سبحانه و تعالى فهوبالتأكيد يؤهل المذيعة لأن تكون ناجحة أكثر من غيرها..الحضورأيضا ..هناك مذيع أو مذيعة يكون جديدا على المحطة فيكون خائفا يهاب الكاميرا فمع الوقت يجتهد ليتآلف مع الكاميرا التي ستصبح جزءا مهما جدافي حياته المهنية و بالتالي يتعود على أو يطور مستوى حضوره أمام الكاميرا ..هناك التلقائية و العفوية و الثقافة السياسية التي يجب ان تكونقوية خاصة إذا كان المذيع او المذيعة يشتغلون في قناة إخبارية فأعتقد أنهذه المواصفات أساسية ..

هل تذكرين أول مرة وقفت فيها أمام الكاميرا و كيف كان شعورك؟
أول مرة..لن أنسى هذه المرة مدى حياتي ..لأن أول مرة كانت في حربالخليج او حرب تحرير الكويت فكان أول ظهور لي على الشاشة و لذلك أيمشاهد في الجزائر تذكرين له اسم خديجة بن قنة فيذكر لك حرب الخليج الثانية فاسمي ارتبط بالحرب للأسف! تضحك ..كان يوما مشحونا بالأخبار ..أتذكر ذلك جيدا كان يوم جمعة سنة تسعين ..لكن أحببت الكاميرامن أول يوم و أعتقد أن الكاميرا أحبتني من اول يوم لأنه بسرعة تآلفنا علىبعض..لا أخفيك بأن الكاميرا لها رهبتها و هيبتها ..المذيعون أو الصحافيونالذين يعملون مع الكاميرا تآلفوا معها بعد 30 سنة يشعرون بالتوتراو خفقان القلب

و هل تشعرين بهذا الشعور إلى الآن؟
أحيانا.. أحيانا ..عندما يكون لي برنامج مباشر على الهواء.. ضيوف كبار أو شخصيات كبيرة عندما أقابلها اشعر بنوع من خفقان القلب و هذا الشعورطبيعي عندما يحترم الصحافي او المذيع جمهوره فعليه أن يخاف منالكاميرا فيحسب حساب كل حرف يخرج من لسانه أو فمه لأن مقابلة الملايين من الناس من الجمهور العريض المشاهدين لقناة الجزيرة يحملنامسئولية كبيرة ..مسئولية الكلمة التي هي مسئولية كبيرة..



ما هي المؤثرات التي أثرت على قرارك أن تصبحي مذيعة؟ هل هو شيءتحبينه منذ الصغر؟
أعتقد لو سألتيني هذا السؤال و أنا في سن المراهقة لأجبتك هذا الجواب..و هو أنني خلقت لأن أكون صحفية ..فأنا صحفية بالأساس و لست مذيعة أخبار..أنا تكويني كله صحافة ..اعتقد أنه لو لم أكن مذيعة لكنت مذيعة!و ليس لدي خيار آخر ..يعني لم تكون لدي ميولات أخرى غير الصحافة ..حتى أني دخلت إلى معهد الصحافة بعد البكالوريا العامة و أجريت مسابقة ..كنا 1700 مرشح على المستوى الوطني في هذه المسابقةو كنت الثالثة من بين 1700 طالب ..و هذا دليل على حبي لهذه المهنة..


ماذا أضاف لك عملك كمذيعة إليك كإنسانة؟
أعطاني الكثير..أهم شيء ..محبة الناس..أن يحبب الله الناس في خلقه فتلك نعمة ..فعلا هي نعمة كبيرة ..عندما أخرج و أرى الناس كيفيحضنونني و يغمرونني بعبارات المحبة أشعر بشعور جميل فيداخلي ..فهذا اكبر شيء أعطتني إياه هذه المهنة ..أنا أيضا أعطيت لهذهالمهنة بقدر ما أخذت ..أعطيت الكثير من جهدي ..أعطيت الكثير من الوقتالذي كان من المفترض أن يكون مخصصا لأبنائي و عائلتي و زوجي ..لكن طالما ان هذا المقابل جميل جدا فهو يستحق أن أبذل من أجله هذاالجهد ...يعني يكفيني تصنيف مجلة فوربس في شهر أبريل الماضي الأميركية ضمن العشر نساء العربيات الأكثر تأثيرا في الوطن العربي و هذايكفيني أن يكون لدي تأثير على النساء العربيات فهذا شيء جميل جدا..

كيف تستطيع خديجة بن قنة التوفيق بين بيتها و عملها؟
مسألة التوفيق مسألة صعبة لا أنكر ذلك ..أعتقد ان كل ام عاملة لديها اطفالو لديها زوج سيكون صبا عليها خصوصا غذا كان عملها مثل عملنا ..عملليلي و كما تلاحظون الان الساعة الواحدة ليلا و أبنائي نائمون في البيتفأعترف أني مقصرة شيئا ما اتجاه واجباتي أو اتجاه عائلتي .لكن في نفسالوقت أحمد الله.. و أعتبر نفسي محظوظة جدا و أحمد الله أن زوجي يتحملمعي هذه المسئولية و متفهم لطبيعة عملي ..

منذ أشهر شاركت في مؤتمر" إسلام اكسبو" في لندن..و كنت من المتحدثينفي المؤتمر..هل لك أن تحدثينا عن مشاركتك؟
المعرض الذي نظم في شهر 7 في لندن إسلام اكسبو كان تظاهرة إسلاميةرائعة جدا لأنها جمعت المسلمين و غير المسلمين في بريطانيا و هناكعائلات جاءت من خارج بريطانيا من بلجيكا و فرنسا ..الجميل في الأمرأيضا أنه كان هناك شخصيات فكرية و إسلامية و فنية و من مختلف الأطياف التقت هناك لإبراز الوجه الجميل لهذا الدين ..كان لدي مشاركتان فيالحقيقة ..مداخلة في موضوع المرأة المسلمة و الحجاب و المداخلة الثانيةكانت حول تجربتي كامراة مسلمة ناجحة ..نساء ناجحات في مسيرتهن المهنية ..كان الإقبال جميل لأنه كانت القاعة بها عدد كبير من الزوارو تخللها نقاش ..طبعا كان هناك ضيفات أخريات موجودات جئن من أماكنأخرى من العالم ..كان التفاعل جميلا مع الجمهور و طرحت علينا أسئلةكثيرة فيما يتعلق بالمراة و الإسلام المرأة من المنظور و المروث الفقهي افسلامي ..موضوع الحجاب ..العراقيل و الصعوبات التي تواجه المراة المسلمة ..

بما أننا تطرقنا لموضوع الحجاب .. ما الذي أثر على قرارك لارتداء الحجاب؟
لا شيء أثر على قراري سوى أنني اقتنعت بأن الحجاب هو فرض ..استجبت لأمر الهي و ترددت في البداية بسبب طبيعة عملي و كنت أحسب حسابا لرد فعل الجمهور و ماذا سيقول المشاهدون؟ و سيصنفونني في أية خانة؟ و في النهاية اقتنعت ان إرضاء الله أهم من إرضاء الجمهور و اقترنتهذه الخطوة بأداء فريضة الحج فازدادت و اكتملت قناعتي في هذه المرحلةالجديدة من عمري و لست نادمة عليها بقدر ما انا نادمة على السنوات التي مرت علي بلا حجاب..

كلمتان .. ماذا تعنيان لك ؟
الجزيرة ..
هي بيتي الثاني و جزء من كياني لا أستطيع أن أتصور نفسيخارج الجزيرة
الأمومة؟ هي ثلاثة أرباعي ..هي كلي ..جزء كبير مني ..مسخر ..دائما أفضلأن يناديني الناس أم رامي من أن ينادونني خديجة ..فأم رامي تعطيني إحساس بأنني أم ..بأنني أمارس هذا الدور ..شيء جميل بداخلي ..و لا أحبأن أجرد منه .حسنا..أنا خديجة بن قنة المذيعة المشهورة الصحافية المشهورة لكن قبل كل ذلك انا خديجة الأم ..

في النهاية ..خديجة بن قنة ..أم رامي ..سعدت جدا بالحديث معك
خديجة: و أنا أسعد

http://www.aljazeeratalk.net/forum/showthread.php?t=6175

Saturday, November 04, 2006

الفرق بين حزب الإصلاح .. وأطياف المعارضة السورية


بقلم: أروى وليد *
أخبار الشرق - 22 أيار 2004

برز حزب الإصلاح في الآونة الأخيرة كحزب سياسي معارض للنظام السوري ومستقل تختلف توجهاته وطريقة تعامله مع الأحداث الراهنة مع طريقة أطياف المعارضة الأخرى. والخلاف الجوهري الأكبر بينه وبين الأطياف الأخرى، هو تشجيعه لفكرة الاستعانة بالقوى الكبرى، كأوروبا وأمريكا على وجه التحديد، للتغلب على النظام البعثي السوري.. ولمحاولة تفسير أو تحليل هذا الاختلاف بطريقة حيادية بعيدة كل البعد عن الأحكام المسبقة؛ يمكن أن نتذكر الآتي:كما هو معروف؛ فمعظم المنتمين لهذا الحزب من الذين عاشوا فترة طويلة في أوروبا وأمريكا، والاحتمال القائل إنهم تأثروا بالأيديولوجية الرأسمالية أوروبية الأمريكية وارد جداً، فالشريحة الكبرى من المنتمين لهذا الحزب من رجال الأعمال الذين تربوا في أحضان الحلم الأمريكي وأن أمريكا هي أرض الفرص. وبإلقاء نظرة على الطريقة التي يدير بها الأمريكيون والأوروبيون مصالحهم .. (نجد أنها) قائمة على المصلحة أو المنفعة المتبادلة، وأنه لا مانع من التحالف
مع كائن من كان في سبيل تحقيق الأهداف وحماية المصالح حتى لو كان هذا الحليف هو الشيطان بنفسه! ..

مبدأ آخر من مبادئ النجاح في ارض الفرص، هو أن "الغاية تبرر الوسيلة"، وهو مبدأ غني عن الإيضاح والتفسير لأنه يفسر نفسه، وهو مبدأ قد يكون المنتسبون لهذا الحزب قد آمنوا به قولاً وعملاً .. (وهذا ما يؤكده) اعتماد الحزب الواضح على قوة أمريكا المتمثل في الجملة التي وردت كما هي في موقعهم الإلكتروني: "يتمتّع حزب الإصلاح السوري بالدعم الضمني من قبل العديد من المنظمات ورجال السياسة في الإدارة الأمريكية هيئات المختصين في واشنطن. والآن تربط قيادة حزب الإصلاح عموماً ورئيسه فريد الغادري خصوصاً علاقات وثيقة بالكونغرس الأمريكي، ويحظى بدعم معنوي كبير، ناهيك عن وسائل الإعلام الأمريكية التي أشادت بفكر الحزب الديمقراطي وسمعة قيادته وجدارتهم".عدم إنكار الحزب لتعاونه الوثيق مع أمريكا يوضح لنا أن المرجعية الفكرية التي يرتكز عليها هذا الحزب مختلفة تمام الاختلاف عن المرجعية الفكرية لأطياف المعارضة الأخرى، والتي تؤمن أنه إذا لم تكن الوسيلة صالحة من أصولها فإنها قد تعرقل الطريق إلى الغاية، وحتى إذا بلغت الغاية ففساد الوسيلة قد يدمر الغاية تدميراً .. وبالتالي فهي ترفض أي تدخل أمريكي لتغيير الأوضاع في سورية، وترى أن الحرية لا تمنح على طبق من ذهب من قبل أمريكا وغيرها، وإنما بجهود أبناء سورية الذين يريدون الخير لوطنهم.

لسنا هنا بصدد التشكيك في وطنية الحزب واتهامه بالخيانة والعمالة، كما برز على ألسنة الكثير من المواطنين السوريين في الداخل وفي المهجر. فأهداف الحزب في معظمها أهداف نبيلة - كما تبدو - كالإصلاحات الاقتصادية والتعددية السياسية. لكن تظل نقطة الاختلاف الأكبر هي التعلق "غير العادي" بأمريكا واستغلالهم للحرب المزعومة على "الإرهاب" لتشجيع أمريكا على التدخل السياسي أو العسكري للتغيير، والذي يبدو واضحاً في اختلاف الرسائل الموجهة (عبر) موقعيهم، العربي والإنكليزي. ففي الموقع العربي، والذي هو موجه إلى الشارع العربي بالتحديد، تركز رسالة الحزب على الإصلاح السياسي والاقتصادي، وإظهار عيوب حزب البعث من قمع الحريات وحقوق الإنسان، بينما يرى الزائر لموقع حزب الإصلاح الإنكليزي ملفين كاملين كبيرين عن "سورية والإرهاب" و"سورية وأسلحة الدمار الشامل" (..) لم يرد ذكرهما من قريب ولا من بعيد في الموقع العربي. وبالتالي يتضح لنا أن حزب الإصلاح يعرف تماماً من هو الجمهور المخاطب في موقعه الإنكليزي، وهو القادة والساسة الأمريكيون على وجه الخصوص. ولا أجد وصفاً لهذا التناقض سوى أنه "اصطياد في الماء العكر"، الماء العكر الآسن المسمى الحرب العالمية على "الإرهاب"
والذي غرقت فيه دولتان هما العراق وأفغانستان.

الفرق بين حزب الإصلاح وأطياف المعارضة الأخرى، هو أن الأخيرة لا تريد لسورية أن تنضم إلى قائمة الدول التي غرقت في هذه المستنقع .. لأنها إذا غرقت فستغرق الجميع معها عندما لا ينفع الندم
_________
* كاتبة سورية مغتربة