Wednesday, August 29, 2007

عبد الله غل ..ألف مبروووك


قبل أكثر من ثمانين عاما سقطت الخلافة العثمانية ..و سقطت معها آمال الأمة بأن تقوم لها قائمة بعد ذلك الحين ..العلمانية كانت على الأبواب تتربص بالهوية الإسلامية للشعب التركي..و أتاورك نصب نفسه حامي الحمى للجمهورية التركية العلمانية

و الآن أتى عبد الله غل العثماني القيصري -نسبة للمدينة التي ولد فيها- ليدخل قصر الرئاسة التركي...الحصن المنيع الذي ظل حكرا على النخب العلمانية

يوم الأمس كان بداية ..و ليس النهاية ..بداية لعصر جديد .من الأمل و التنمية و الازدهار

هذا العصر منذ بدايته قبل بضع سنوات أثبت

أولا: أن الإسلام السياسي مصطلح غير دقيق..فالإسلام هو الإسلام و هو المعين الذي استقى منه أبناء العدالة و التنمية أخلاقهم و مبادئهم
الصدق و الأمانة ..صفتان تحلى بهما أردوغان و إخوانه ليكسبا بذلك قلوب الشعب التركي قبل أصواتهم في الانتخابات

ثانيا :أن الإسلام قادر على أن يكون المرجعية لأي حزب سياسي يريد التقدم و التنمية .. اعتناق الحداثة و العلمانية ليس شرطا للنجاح في الحكم
ثالثا: الأمة الإسلامية كحضارة قادرة على إجابة أسئلة حاضرها الصعبة ..بما يتفق مع روح الإسلام و ثوابته

.
غل ..و أردوغان ..أرجو أن تتابعا على هذا النهج

قليحفظكما الله من كل سوء..
.. ..

Tuesday, August 07, 2007

آه يا بلدي..



اليوم ذهلت من ظلم ذوي القربى و أبناء الوطن ...يا الهي ..أيعقل أن يكون في وطني هضم للحقوق لهذه الدرجة ..؟

اليوم تحدثت مع صديقتي التي تدرس في مدينة اللاذقية ..المدينة التي أنتمي إليها أيضا ..

فوجئت بأن الطلاب في الجامعات لا يملكون مكانا للصلاة!

و ذهلت عندما قالت لي أنهم يصلون تحت الدرج و صوت الأقدام في الخفاء .!

و حكت لي عن الطالب من مدينة حماة الذي طالب بوجود مصلى في جامعته فذهب و لم يرجع من بيت خالته في اليوم التالي -المخابرات طبعا


! قارنت بين حالها في جامعتي في بريطانيا

!و شتان بين الحالتين

معظم الجامعات في بريطانيا تمتلك مصلى للمسلمين

و في جامعتي بالتحديد ..تكفلت الاداره ببناء مصلى و ملتقى للمسلمين لأقلية لا يزيد طلابها عن ال 10% من مجموع طلابها

أما في سورية فالمسلمين يشكلون أكثر من 70% من تعداد السكان

عندما تصبح بلاد الإسلام تضيق بمسلميها و تفتح البلدان الغربية أبوابها لهم يصاب المرء بحالة من الأسى على أبناء الوطن

عندما يجبرك الوطن أن تشعر بالغربة في وسط أهلك و جيرانك

و يجبرك على أن تصبح لك الغربة وطنا

ما أقسى هذه الحياة

و ما أقسى الظلم عندما يصدر من أبناء عمومتك

اللهم ارحمنا

.. ..




Friday, August 03, 2007


من أنا ؟ و ماذا أريد؟ ( أين أنت؟ و ماذا تريد؟ )

بقلم : أروى وليد

كم مرة أحسست فيها أنك لا تعرف من أنت , أو أنه لا معنى لوجودك في الحياة ؟ أو أنك "شيء" مثلك مثل باقي الأشياء على هذه الأرض مصيرك إلى زوال في هذه الدنيا الفانية؟. لحظات مخيفة تلك التي تطرأ على الإنسان عندما تخطر بباله هذه الخواطر, و كأنه ينظر إلى ذاته من الخارج فيرى إنسانا مشوها غامض الملامح فاقدا للسلام الداخلي و الفكري.أما إذا كنت تعرف الجواب الشافي على الأسئلة السابقة فأنت من سعداء الدنيا و قبلة للكثير من الحساد الذين يفتقدون هذه النعمة!.

ما يميز الإنسان المسلم أنه مهما تاه في دروب الحياة, فسيعرف إلى أين يتجه و يحدد موقفه من الحياة و موقعه فيها, لأن الإسلام يقدم الجواب الشافي على جميع الأسئلة المحيرة عن الوجود, سببه, و مآله بعد الموت. فكم من شاب تائه كان همه المأكل و المشرب و الملبس عرف هدفه عندما رجع إلى كتاب الله و سنة نبيه فتمعن في معاني القرآن الكريم و وصل إلى ضالته, و كم من شاب أضناه السؤال عن الحياة ما بعد الموت فوجد في الإسلام ما يطمئن قلبه و يزيل عنه عناء الحيرة.

و جود فلسفة للحياة التي نحياها هي من أهم ما قدم الإسلام للبشرية على هذه الأرض, فما من شيء يدمر الإنسان كالعبثية و فقدان قيمة الحياة. سؤال " لماذا أعيش؟" يؤدي إلى سلسلة من الأسئلة مثل " لماذا آكل ؟ و لماذا أتعلم ؟". و إذا لم يجد جوابا لهذه الأسئلة فحاله لا يختلف كثيرا عن حال الحيوانات و المخلوقات الأخرى التي لم يرزقها الله العقل و البصيرة و قد يؤدي هذا الطريق به إلى الانتحار!. أما المسلم فيكفيه شرفا أنه يعلم أن الله تعالى استخلف الإنسان في الأرض لإعمارها و إصلاحها و أنه ما وجد على هذه الأرض عبثا.

"و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون", آية يخاطبنا بها الله تعالى كي نعلم أن لحياتنا قيمةً و هدفا و هي العبودية لله وحده. و أصبح جليا واضحا أن مفهوم العبادة أشمل و أوسع من الصلاة و الصيام و إيتاء الزكاة و الحج, فالعمل أيا كان إذا أخلصت النية فيه يصبح عبادة لله تعالى, و بالتالي فإصلاحنا للأرض و عمارتها عبادة!.و إذا نجحنا في هذه المهمة و أقمنا الدولة الإسلامية المتطورة اقتصاديا و تكنولوجيا و عسكريا و أقمنا العدل و المساواة في أرجاء الدنيا , نكون بذلك شهداء على الناس و ندعوهم إلى ديننا بثقة مع وجود المثال الحي الظاهر للعيان الدال على قوة ديننا و صحته.

جزء كبير من الحل لأزمة الأمة الإسلامية هي أن يحدد شبابها "من نحن" و "أين نحن" و إلى أين نريد أن نصل في سباق الأمم, و الناظر إلى حال الأمة المرير و هوانها على الناس يدرك أن الحل الطويل المدى لأزمتها هو التطور الحضاري و السعي إليه. و لا يتم هذا إلا إذا أخذ كل شاب هذه المهمة على عاتقه باستثمار مواهبه و قدراته التي وهبه الله إياها لخدمة الأمة الإسلامية و البشرية جمعاء.

في ظل الواقع الأليم للأمة الإسلامية , تلم بالمسلم روح اليأس و قد يتمنى لو أنه لم يخلق قط! أو أنه ولد في زمن يكون فيه الإسلام عزيزا كريما كزمن عمر بن عبد العزيز و صلاح الدين الأيوبي لكن عليه ألا يغفل عن سنوات الكفاح المريرة التي كابدها المسلمون حتى وصلوا إلى تلك الأزمنة الذهبية من العزة و الريادة بين الأمم. و لذلك فنحن و إن كنا في عصر الظلام الحالك فإنه الظلام الذي يلد الفجر و لنا الشرف في أن نشارك في صنع فجرنا و حضارتنا. فروح التحدي و المثابرة هي المميزة للشباب الذي يريد النصر و التطور للأمة الإسلامية. " وعد الله الذين آمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم و ليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم و ليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا و من كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون"*

. هذا وعد الرحمن. أبعد وعد الرحمن يأس و قنوط؟.*
سورة النور, آية 55.