Wednesday, July 30, 2008

طيور الجنة...تأسر قلوب الأطفال




"طيور الجنة".. تأسر قلوب الأطفال..


أروى وليد ـ الجزيرة توك ـ لندن


يصرخ الطلاب بصوت واحد بكل براءة: "يا أستاذ .يا أستاذ ..خلصنا بكير ..بدنا نطلع برا و نلعب إحنا زهقنا كتير"..مشهد قد يتكرر كثيرا في فصول مدارسنا في العالم العربي و لكن عندما يتحول هذا المشهد إلى أنشودة ذات شعبية يرددها الأطفال في العالم العربي و الإسلامي عندها تدرك أن تطورا ما قد حصل اسمه "قناة طيور الجنة"...قناة أسرت قلوب الجماهير و يتابعها الكبير قبل الصغير ..و بلغة الأرقام فاق عدد المشاهدات لأناشيد طيور الجنة على موقع يوتيوب الخمس ملايين مشاهدة على أقل تقدير ..فما هو سر نجاح هذه القناة و ما الذي يجذب الملايين لمتابعتها من بين المئات من القنوات الفضائية؟


بداية المشوار


"أسناني واوا" ، "بابا تليفون" ، "يا إستاذ"، "مرة طلعنا" كلها أناشيد دخلت إلى المكتبة السمعية للأطفال بلا استئذان و لكن المؤسسة أدخلتها إلى سباق الأناشيد حديثا فمؤسسة طيور الجنة التي يرجع تاريخ تأسيسها إلى العام 1994 و أنتجت العديد من ألبومات الأناشيد لم تذق طعم الانتشار على نطاق واسع إلا منذ سنين معدودة و زاد هذا الانتشار بعد إطلاق قناتها التي بُثت تجريبيا في بداية عام 2008.


الأطفال في مواجهة "ست السوسة" .


.لعل من أهم أسباب انتشار القناة هي ملامسة القناة لواقع الأطفال اليومي و لسهولة كلمات أناشيدها و ألحانها الجذابة و الانتقال السلس الخفيف بين مشاهد الكليب. إذ يلاحظ تحسن جودة الكليبات التقنية منذ بدء القناة و حتى يومنا الحاضر.


و يشجع الآباء أبناءهم على متابعتها لأنها تشكل بديلا آمنا للقنوات الأخرى التي قد تستخدم الرسوم المتحركة المليئة بمشاهد العنف كوسيلة لجذب الأطفال و القنوات الأخرى التي تقدم "الفن الهابط" كما يسميه الكثيرون.


أما ما يميز هذه القناة فهو أن أبطال الكثير من الكليبات الانشادية هي عائلة حقيقية مكونة من الأستاذ خالد مقداد –مؤسس القناة- و زوجته و أبنائه المعتصم بالله و الوليد.تتخذ القناة بشكل عام الطابع الواقعي الذي يستقي معطياته من البيئة المحيطة به فخرجت بحلة قريبة من القلب و بعيدة عن التصنع. ففي أنشودة "بابا تليفون" التي تعالج مشكلة الكذب لدى الآباء يكتشف الأبناء أن الآباء بشر يخطئون و يصيبون و أن من حق الأبناء إسداء النصيحة إذا خالفت ما ربوهم عليه :" مو قلتلي يا بابا إنه الكذب حرام".أما أنشودة "يا إستاذ" فتقوّم فكرة أن الدراسة لتحصيل العلامات فقط عندما يقول الأستاذ: "الشغلة مش بالعلامات علشان نحصلها و بس ..بدنا فهم و معلومات نطلع فيها من كل درس".


أما في أنشودة "أسناني واوا" يقف الأطفال وجها لوجه أمام "ست السوسة" التي تسبب لهم آلام الأسنان فيقررون أكل الخضار و الحليب لمواجهتها.


و ككل مشروع جديد لا تخلو البدايات من سلبيات يمكن ألا تكون كذلك في نظر البعض ..ففي نشرة "أخبار الدار" التي يقدمها الطفلين المعتصم بالله و الوليد بموهبة ظاهرة تكاد تفوق أحسن المذيعين و تأخذ الطابع الفكاهي تتناول النشرة أحداث الشجار بين الأب و الأم قد تنال من قدسية العلاقة بين الوالدين. و من وجهة نظر شخصية، ربما كان الأفضل لو تناولت النشرة مواقف أخرى كالتي تحدث بين الأصدقاء أو في المدرسة كمادة فكاهية بعيدا عن شجار الوالدين.


آراء منتدى الجزيرة توك ..


و في نقاش افتتح في منتدى كلام الناس أحد أقسام منتدى لجزيرة توك . العضو نايت أكد أنه :" حلوة كتير المحطة وهادفة في الاناشيد تاعتها بس عنا المشكلة الاطفال مدمنين عليها" أما العضوة الوردة الحمراء فشكت معاناتها من القناة بقول:" اختي الصغيرة ما بتقيم عنها حفظت الاناشيد والمنشدين والمسجات والمقدمين هالبنت بتخبي الريموت وبتقعد ما بتخليني اتفرج على شي.....بس بصراحة القناة كتير حلوة". و الآراء قد تتباين بين مؤيد و معارض ..و لكن المؤكد أن المشهد الانشادي اختلف جدا بعد أن انضمت القناة لسباق نيل رضا الجماهير بطرح معايير جديدة للتميز و النجاح!.