Tuesday, September 16, 2008

جغرافية الجسد .. بين الفورسيزونيين والدويقيين








كتب د.محمد المهدي في إسلام أون لاين عن المفارقات في موت المغنية اللبنانية سوزان تميم و من وافتهم المنية تحت صخور الدويقة


الحقيقة هي أن المقال أعجبني جدا ...لسبب بسيط ..و هو وصفه الدقيق لتناقضات نعيشها يوميا و الجريمة أتت لتظهرها بشكلها الصارخ....


و هذه مقتطفات من المقال ...


***


"جسد المرأة الذي له جغرافيا، سوف يكون له تاريخ صعب"..


ومن المفارقات أن حادث مقتل سوزان تميم مع تفاصيل الملايين التي ألقيت حولها وعليها يتزامن مع حادث انهيار صخور المقطم على أكواخ المعدمين في الدويقة، وربما تتعمد الصحف المعارضة والمستقلة نشر صفحات متقابلة عن الحدثين، وربما يكون القاسم المشترك بين الحدثين هو أن الجسد يموت، سواء في شقة شديدة الفخامة في حي راق بمدينة دبي الأسطورية، أو في كوخ تحت صخور جبل المقطم، والأجساد كلها تتعفن، سواء تلك التي ألقي عليها الملايين أو ألقي عليها الصخور، وكل يبعث على نيته، ولكن الشيء المختلف هو أن جمال جسد سوزان تميم (في حياتها طبعا) يجعل رجل الأعمال يسرع كثيرا في نثر الملايين على تضاريس ذلك الجسد، بينما تشوهات أجساد أهل الدويقة (جراء الفقر، والجهل، وفيروس c، والفشل الكلوي، والأمراض الجلدية، وآثار انحناءات الظهر ذلا وتسولا وقهرا) تجعل رجل الأعمال نفسه يتردد كثيرا قبل أن يتبرع للدويقيين بجنيه واحد، أو أن يفكر في تطوير عشوائيتهم أو عشوائيات غيرهم، وربما يدعوهم إلى شراء شقق وفلل في مشروعاته المعمارية المنتشرة بطول مصر وعرضها، متهما إياهم بالتكاسل عن حضور معارض شركاته، والتراخي عن ركوب الأتوبيسات المكيفة التي تنقلهم إلى مدنه الجديدة ليروا على الطبيعة القصور والفلل وحمامات السباحة وأراضي الجولف الخضراء.


****انتهى المقتطف


نقطة أخيرة ....يلاحظ السرعة الصاروخية التي استجابت بها الحكومة المصرية مع جريمة مقتل الفنانة و و السرعة الضوئية التي تعاملت بها مع الانهيارات الصخرية ...


رحم الله شهداء المقطم ...........و أسكنهم في عليين ...آمين ..آمين