Wednesday, October 18, 2006

خواطر متأخرة جدا ..حول أزمة الرسوم

شاهدت اليوم حلقة من برنامج "اليوم السابع"..يقدمه محمود سعد على قناة ام.بي.سي .. كان الضيف أحمد الشقيري و هو أحد مقدمي برنامج "يلا شباب" على نفس المحطة..
معظم الحوار كان يدور عن نصرة النبي صلى الله عليه سلم بعد أزمة الرسوم الدنماركية و عن الحلقة التي صورها أحمد الشقيري في الدنمارك مع شباب آخرين للحوار مباشرة مع الشارع الدنماركي دون أي حواجز ..حقيقة أنا لم أشاهد الحلقة ..و لكن الموضوع ذكرني بجملة من الخواطر و الأفكار التي كانت تجول في عقلي عندما كانت الأزمة في أوجها ..
أولا..ألقت الأزمة الضوء على مدى تبعية المسلمين اقتصاديا للغرب ..و اعتمادهم على البضائع المستوردة من الخارج بشكل عام ..و إذا نظرت حولك تجد أن القلم على سطح مكتبك صنع في الصين ..و سيارتك صنعت في اليابان! و الكرسي الذي تجلس عليه صنع في السويد..اعتماد كامل مخجل يبدأ من المعدات الحربية و ينتهي بأصغر الأشياء كالدبوس مثلا! ..
ثانيا: المسلمون دائما في موقع رد الفعل بدلا من الفعل..دائما "يفعل بنا" و لا "نفعل"..قاطعنا الدنمارك ..فردت لنا دول أوروبية أخرى الصاع صاعين بإعادة نشر هذه الرسوم ..فهل سنتحول لمقاطعة أوروبا كلها؟ و إذا تآمر العالم على الأمة الإسلامية فهل تعزل الأمة نفسها و تقاطع منتجات العالم أجمع؟
هذا السؤال ذكرني بملصق كان يتداول عبر الانترنت يقول بما معناه " نجوع و نعرى و لا نقبل بحضارة الغرب الزائفة و إهانة نبينا(ص)"... مع سمو نية صاحب هذا الملصق ..و لكننا لا نحتاج لأن نجوع إذا كنا نملك الإرادة لأن نستقل عن الغرب اقتصاديا..الحل ليس أن نجوع و نعرى ..و لكن أن نطعم و نكسو أنفسنا دون الحاجة للاعتماد شبه الكامل على غيرنا في كل شيء.. لقد قاطعنا المنتجات الأمريكية في بداية الحرب على العراق ..و أخذت الحماسة الجماهير الإسلامية ..و اتخذت المقاطعة كسلاح "فعال" و لكن بعد مرور ثلاث سنوات ماذا حصل؟ بدأت الهمم تفتر و أصبحنا نرى المنتجات الأمريكية في كل مكان و كأن شيئا لم يكن! ..مع احترامي لسلاح المقاطعة ..و لكنه سلاح مؤقت يخضع
لثورة العواطف العربية التي لا تكاد تتقد حتى تصيبها عدوى التجاهل و النسيان..
مقاطعة البضائع الدنماركية و الخسائر التي تكبدها الاقتصاد الدنماركي كانت ضربة موجعة ..و لكن هذا لا يكفي..لأننا سنظل عرضة للهجوم و سيظل موقفنا ضعيفا مالم نتخذ التدابير اللازمة لبناء حضارتنا و اقتصادنا الحر لا المستعبد ..وقتها فقط سنستطيع أن نرد من موقع القوة ..فهل هذا المقال هو تشجيع للتجارة البينية بين الدول الإسلامية؟الجواب هو نعم ..لأنه بغير التكامل الاقتصادي بين الدول الإسلامية لن نملك من أمرنا شيئا و سنظل عبيدا و طفيليات تعيش على خيرات الأمم الأخرى ..نحن نعيش في زمن التكتلات و إذا كنا لا ننتمي لكيان صلب ..دهستنا الأمم الأخرى بلا رحمة ..

No comments: