Monday, June 04, 2007

دلع سيارتك .. مع "أبو الهش" !


! دلع سيارتك ..مع أبو الهش

04/06/2007
أروى وليد ـ الجزيرة توك ـ ليدز


شكرا ام.بي.سي لأنك دلعتِ سيارتي"!. هذا ما يقوله المشترك في نهاية برنامج "دلع سيارتك" على قناة إذ يطل علينا هشام عبد الرحمن أو "أبو الهش" كما يحلو للبعض تسميته كل أسبوع على القناه ليقوم باختيار السيارات التي أكل عليها الدهر و شرب و ترميمها لتعود إلي سيرتها الأولى أو أحسن! ..
فكرة البرنامج بسيطة ..و هو عمل "ميك أوفر" أو عملية تجميل للسيارة التعيسة بواسطة فريق عمل متخصص فإذا كانت تعاني من الكسور و الخدوش و محرك بات لا يحرك السيارة فبإمكان فريق العمل تحويلها إلى سيارة لا علاقة لا لها بالأولى من حيث التصميم و الألوان و قطع الغيار ..إذا كان البشر يدلعون أنفسهم بعمليات التجميل لماذا لا ندلع سياراتنا ؟؟



فلنكن عادلين ..هناك من يقول أن هذا البرنامج "ترفيهي" ..دمه خفيف و ظريف ..بروح و نكهة شبابية ..أليس هذا أفضل للشباب من مشاهدة القنوات الهابطة التي تعرض المواد الرخيصة التافهة ؟؟ لنفرغ طاقات الشباب في إطار المباح !

سيارتي حبيبتي ..

لا أدري لمَ أثار هذا البرنامج في نفسي الكثير من التساؤلات ..هل هو واجهة للمجتمع الاستهلاكي الجديد بكل تعقيداته و اهتمامه بالمظاهر الشكلية ؟؟ و أكثر ما يثير في هذا البرنامج أن الكثير ممن يشاركون فيه يستمدون شخصياتهم من السيارة التي يملكونها ! ..سيارتي حبيبتي مثل بنتي و أعز ! الأمر وصل بأحد المشتركين لتمني وضع سيارته بجانب سريره لفرط حبه لها.. و لكن ضيق المكان حال دون ذلك!

دلع سيارتك ..أم دلع حنطورك؟؟

لا أدري لم ذهب بي تفكيري بعيدا إلى أرياف عالمنا العربي الإسلامي الكبير ..إلى ذلك المزارع الطيب البسيط الذي لا يحلم باقتناء سيارة في يوم من الأيام و يستخدم الدواب لحرث حقله ...ألا يريد تدليع حماره هو الآخر؟؟ ربما وضع قلادة من الحديد أو جرس لتدليعه ..أليس الهدف هو الدلع و الدلال؟؟ كان الله في عون المشاهد العربي من الفقراء..كيف سيكون شعوره عند مشاهدة هكذا برامج؟.. ثم ذهبت بعيدا للتفكير في أبعاد كلمة "دلع ". يالها من كلمة ذات تأثير قوي !..ماذا لو اقترحنا برنامج "دلع شعبك" لرؤسائنا العرب المبجلين..أليس من حق المواطن أن يدلعه رئيسه بايصال شبكات المياه و الصرف الصحي لكل المواطينين على سبيل المثال ؟ أو الانتخاب الديمقراطي للرئيس و البرلمان؟.. ألا يدخل ضمن قائمة الدلع و الدلال؟؟..ربما كان هذا النوع من الدلع فوق طاقة الرئيس في الاحتمال ...فلندعه جانبا!

من "يلا شباب" إلى "دلع سيارتك "..

و ذهبت بي ذاكرتي إلى الوراء ..إلى برنامج كان يقال له "يلا شباب" ..برنامج لطالما كنت أنتظره بفارغ الصبر كل أسبوع لما كان فيه من استضافة لكبار الدعاة من أمثال عمرو خالد و طارق السويدان ..برنامج لطالما حث الشباب على العمل و الانتاج ..ليتم إيقافه و استبداله لاحقا ببرنامج لتدليع السيارات ! خطوة قد تكون غير مفاجئة نظرا لتماشيها مع سياسة شبكة إم بي سي على مدى العشر سنوات الماضية من تركيزها على ثقافة الاستهلاك ..نمط يشجع على تبني نمط الحياة الغربي الذي يدور حول المادة و الفردية ..

..دلع سيارتك ..و لكن..!

إذا كان هذا البرنامج لإرضاء هواة تدليع السيارات فلا بأس! ..و لكن المصيبة تكمن في أن تتحول السيارة إلى العالم الخيالي الأوحد الذي يتيه في الشباب حبا و غراما ..و في وقت يقتل فيه المئات و يهجر الألوف يوميا في عالمنا العربي و في كل ركن لنا وجع و جرح نهمس في أذن مدلع السيارة :" أنظر خارج نافذة سيارتك.. فالعالم واسع فسيح و أكبر من أن تختصره في هيكل من حديد يسيطر على حياتك و يحرمك من رؤية الواقع خارج نوافذه!" ..

http://www.aljazeeratalk.net/portal/content/view/972/1/

3 comments:

MOSLEMA - مُسلِمَة said...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزااااكم الله كل خير اختي العزيزة أروى
على المقال
وهذا ليس بغريب على اعلام يتبني تغذية عقول شباب الامة بكل ما هو غربي وهادم للاخلاق والقيم والعمل المثمر وابعاد كلماهو اصلاحي وبنّاء

وحسبنا الله ونعم الوكيل
ولكن ولله الحمد فلننظر الى الجانب الاخر
سنجد ان هناك الكثير من الشباب المصلح في الامة
وحضرتك ونحسبك كذلك ولا نزكي على الله احدا اكبر دليل على هذا
ربنا ينصر الامة بادينا
اللهم استعملنا ولا تستبدلنا

ممكن أطلب من حضرتك طلب؟


ممكن نكون اخوات في الله

اني احبك في الله
ان شاء الله بعد امتحاناتي
للحديث بقية
استودعتك الله الذي لا تضيع ودائعه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أروى وليد said...

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ..

و إياك أختي الحبيبة مسلمة ..

صدقت أختي ..فهو إعلام يبعد الشباب المسلم عن قضاياه..

لن تتصوري مقدار سعادتي بكلماتك الرقيقة

أتمنى أن أكون كما ذكرت .و يشرفني أن أكون أختك في الله ..أحبك الله الذي أحببتني من أجله ..


ووفقك الله في امتحاناتك


في أمان الله عزيزتي
..

أروى وليد said...

Hi David ,

I appreciate your courage in defending our liberties and freedom ..

Thank you..