Tuesday, September 25, 2007

كلمة الشباب في مؤتمر جبهة الخلاص الوطني
أيتها الأخوات .. أيها الإخوة
السلام عليكم.. وبعد
فإنه لا يخفى على أحد ما يعانيه الشباب السوري في ظل النظامِ القمعي القائم في سورية. نظام أقصى فئة الشباب عن الحياة العامة وجعله رهينة الركض وراء أحلام يندر أن تتحقق.. شباب سورية الذين يشكلون حوالي النصف من
مجموع السكان كانوا عمادَ عملية التغيير في الماضي، وما زالوا الأمل لقيادة عملية التغيير في المستقبل.
.
يعاني الشباب السوري من الفصل الحاد بين الشأن العام والشأن الخاص، ومن عزوف جماعي عن المشاركة في النشاط السياسي.
شبابٌ نشأوا وترعرعوا في ظل ثقافة الخوف، ورسخ في وعيهم أن الخوض في الهم السياسي الوطني ممنوع، وإبداء الرأي محرَّم، إلا إذا كان بأمر من السلطات، كالخروج في مسيرات التأييد الشعبية "لسيادة الرئيس"، أو الرقص والدبك في الخيام الانتخابية، كما شاهدنا جميعاً على شاشات التلفاز السوري خلال مهزلة الاستفتاء.

تغوُّل الأجهزة الأمنية في الحياة العامة أكثر ما تركز في استهداف الشباب، لردعه عن النشاط السياسي. فأي شاب -أو شابة- يخوض في أمر داخلي، كانتقاد الفساد أو حتى مجرد الاحتجاج على قرارٍ جائر بحقه، يعرض نفسه للاعتقال ولعواقب وخيمة لا يحسد عليها.

كما يعزف الشباب عن المشاركة السياسية لانشغالهم بالركض وراء لقمة العيش، التي بات الحصول عليها كابوساً يقلقُ الكثيرين، إذ تزيد نسبة البطالة على 50% من القوى القادرة على العمل. أما الذين يعملون منهم، فيندرج عملهم في إطار البطالة المقنعة.

يشعر الشباب السوري بعدم جدوى المشاركة السياسية، لإحساسهم أن أصواتهم لم ولن تؤخذ بعين الاعتبار، وبالتالي لن يكون لهم نصيب في صناعة مستقبل بلدهم.
أما نظام التعليم الذي بُنيَ على التلقين، فهو سبب آخر لفقدان الشباب القدرة على النقد. لقد عطل النظام التربوي السوري إبداعَهم وقدرتَهم على ابتكار الجديد، وكل ما من شأنه أن يفيد الوطن ويرفع اسمه عالياً..

وخير مثال على معاناة الشباب من السياسات الجائرة ما تعرض له بعض طلابِ الجامعات السورية من الضرب المبرح بالأرجل والأيدي وتوجيه الإهانات القاسية لهم، على أيدي عناصر من الأمن السوري، تساعدهم عناصر حزبية، عندما اعتصموا احتجاجاً على تخلي الدولة عن مهمة تعيين المهندسين بعد تخرجهم. بينما اعتقل 15 طالباً على خلفية المشاركة في الاعتصامات.

الرسالة واضحة.. فمن يجرؤ على الاعتراض فالويل له والثبور.. والأفضل له الانضمام إلى الأغلبية الصامتة التي اختارت التفاعل السلبي منهجاً وطريقة..

لقد أفرزت الدولة الأمنية جيلاً جُبِلَ على الخوف والرهبة. والثورة على الظلم تتطلب ثورةً في الأفكار، تقوم على الإيمان بإمكانية التغيير والفعل المؤثر. ثورةً تكسر حاجز الخوف لدى الشباب.. بالمشاركة في أنشطة التعبير عن الرأي والعصيان المدني.. ليصل الشباب إلى ثورة حقيقية.. ثورة على الظلم الذي أبقاه مكبلاً بسلاسل القهر والاستبداد. آن الأوان لشباب سورية أن يتحركوا للنهوض ببلدهم ويتخذوا مواقعهم في عملية التغيير.

لذلك تشتد الحاجة إلى التركيز على مخاطبة هذه الشريحة المهمة، فهي الشريحة الفاعلة في عملية التغيير.
لنخاطب الشباب في المشكلات التي تواجههم في حياتهم اليومية.. كالبطالة وغلاء المعيشة وصعوبة تكوين الأسرة والهجرة إلى الخارج، وأن هذه المشكلات ما هي إلا نتاج للسياسات العشوائية للدولة المستبدة التي لا تقيم للإنسان وزناً. وعندها ستشكل هذه الحقائق حافزاً شخصياً ووطنياً للتغيير.. ولكن يجب أن يكون الخطاب ممنهجاً وباستعمال كل الوسائل الممكنة من مرئية ومسموعة وافتراضية (الإنترنت)..
وفي الختام.. كلمة أقولها للشباب:

هذا وطننا.. ومن حقنا أن نعيش فيه حياة رغيدة كريمة.. بلا خوف.. بلا سجون.. بلا استبداد.. ونحن أحق به من زمرة فاسدة مستبدّة، سخرت الوطن لأطماعها الشخصية.
إنه الوطن ينادينا.. فهلا استجبنا له؟ شكراً لكم.. ..
تجدونها هنا أيضا و موقع إخوان سوريا

10 comments:

د. المطالع بن الكتاب said...

احييك على مشاركتك بالمؤتمر بالذات لانك فتاة

احس ان المقال تسلسلي و لا جديد فيه و لا انعطافات و لا اساليب بلاغية ولا معلومات جديدة و لا مقارنه و لا ولا

مقال عادي

انا اؤمن بمبدا "الوحدة الخاصة"(الوحدة - مجموعة جنود) اي ان المقال يجب ان يكون مثل الكوماندو:صغير وسريع و حازم وثاقب ومرن

هذا هو مبدا فوضى عارمة

معلش المؤتمر الجاي تحسني حالك

Anonymous said...

نعم ماقلتيه في هذه الكلمة جزء بسيط من الواقع السوري المؤلم, ولايستطيع الإنسان أن يلمس معاناة الشعب السوري الكادح إلا إذا عاش بين أفراد هذا الشعب,ولدي سؤال: كيف سيتحرك الشباب الذين ضربوا ضرباً مبرحاً من قوى الأمن للتغيير بشكل سلمي؟؟هل هناك توافق بين سياسة النظام القمعية وبين الحلول السلمية المقترحة, وكلمة (قمعية)تعني الوحشية أكثر من الوحشية المغولية...إذا كنا منصفين وموضوعيين , أظن أنك لو زرت دمشق لن تستطيعي أن تبقي فيها أكثر من أسبوعين لأن الحياة فيها تتطلب وقتاً طويلاً لتكون حياة طبيعية وتوفر للإنسان أدنى حقوقه, ليعيش فقط..ولا أريد أن أكون متشائمة لكن في الحقيقة أرى الشباب والشابات في سوريا خدرتهم الحياة وفقدوا الشعور بالظلم والذل واعتادو بل انسجموا على السياسة التي تحكمهم

Anonymous said...

حبيبتي أروي
:)
مقال جميل ...ولكن بامكانك ان تنزعي سوريا وتضعي مصر ليكون كلامك منطبقا علينا هنا في مصر
الحكام العرب ينفذون مبدأالمساواة :)

Anonymous said...

الاخت اروى
جزاكم الله خير
انت ليه عايزه بلدك تبقي زي مصر؟؟
احنا لو مش اسوء حنبقي علي الاقل زيكم
دى اول مره ادخل فيها المدونه
مدونه رائعه ربنا يتقبل منك


انا

أروى وليد said...

الأخ فوضى ..

رأيك محترم ..و لكننا لم نكلف بكتابة مقالات خارقة و فوق العادة ..لأننا بالنهاية بشر عاديون ..

شكرا لك

أروى وليد said...

عزيزتي أم فارس ..

أولا حياكِ الله في مدونتي ..

نعم ..كثيرا ما سمعت هذا الكلام و ان سوريا الحياة فيها لا تطاق ..و مع ذلك ما زالت امنية حياتي أن أزور سوريا و أرى أقاربي

و لكن ما باليد حيلة

و ما ذكرتيه هو خير مثال على سياسة التدجين التي انتهجها النظام السوري طيلة 3 عقود من حكمه ..

و شباب اليوم ولدوا في عهد البعث و بالتالي لم يشاهدوا المناخ التعددي الذي كان الخمسينات

و ما ذكرتيه عن الحلول السلمية في مواجهة السياسات الوحشية المغولية هي بالفعل إشكالية..فهل يتم التغيير سلميا أم بالعنف؟
كل الأمل أن يتغلب شباب سوريا على خوفهم و لا أرى حلا غير العصيان المدني على جميع المستويات

و هذا هو أول الطريق

تحياتي لك أم فارس

أروى وليد said...

أضحك الله سنك حبيبتي أروى ..:)

بالفعل هذه هي الحالة الوحيدة التي يطبق فيها الحكام العرب مبدأ المساواة ..

نورت المدونة :)

تحياتي ..

أروى وليد said...

أخي الكريم أنا ..و إياك إن شاء الله ..

الحال في كل البلاد العربية واحد و هو يختلف ما بين سيء و أسوأ ..

و أهلا بكم في المدونة..

بارك الله فيكم

Anonymous said...

الاخت اروي
انا كنت طالب في جامعه خاصه في مصر وكان معانا طلبه سوريين .. سمعنا منهم الفظائع
احدهم عرف اننى انتمى للاخوان المسلمين فما كان منه الا ان قال لي همسا وبعيدا عن اعين الامن والطلبه حتى انتم افضل ناس في الدنيا لولاكم ما صلح امر اى بلد
صاحبى هذا وان كان من الاغلبيه الصامته كما قلتى الا انه وبرغم الظلم والاستبداد والتشويه لكم قالها
عزيزتى ان زميلي هذا اخبرنى انهم يوميا في طابور الصباح او تحيه العلم -لا اعلم- يحذرون من الاخوان
ولكن رغم ذلك قالها
واحسب هذه بدايه النهايه
اعلم ان الطريق طويل ولكن
( واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض)
فبدايت الغيث قطره
اسال الله لنا ولكم الرشاد والثبات


انا

أروى وليد said...

نعم أخي أنا ..هذا صحيح ..في الطابور الصباحي يجبر التلاميذ على سب الإخوان و شتمهم ..

و لكن الحمد لله هناك في سوريا من الشباب من يرى خيرا في الإخوان ..لأن صورة الإخوان تعرضت لتشويه شديد خاصة من الجيل الجديد

..

و حسبنا الله و نعم الوكيل

و أهلا بكم دائما في المدونة

تحياتي