Friday, November 09, 2007

في بريطانيا ..اكتشفنا البارود


!في بريطانيا ..اكتشفنا البارود
09/11/2007
و للبارود عيد ..في بريطانيا ..

أروى وليد ـ الجزيرة توك ـ ليدز
هي ليلة ليست ككل الليالي ..تتزين فيها سماء المدن البريطانية بحلل من نور ..ألعاب نارية تنطلق في كل زاوية و كل بيت ..ليحتفل البريطانيون بمرور أكثر من 400 سنة على إفشال محاولة تفجير البرلمان البريطاني..ليلة الخامس من نوفمبر من العام 1605 كان من الممكن أن تشهد مقتل الملك و اللوردات و العوام بتدبير أشخاص يعدوا على الأصابع! ..من كان يخطر بباله أن جذور "الإرهاب" تمتد قبل مئات السنين و من بريطانيا بالذات؟ و ما قصة المؤامرة التي تناقلها الناس جيلا بعد جيل؟
من المسئول عن المؤامرة ؟
خمسة أشخاص بقيادة شخص يدعى غاي فوكس قاموا بالتخطيط لتفجير مبنى اللوردات في عملية يعتقد أنها كانت تهدف لإعادة تأسيس الديانة الكاثوليكية في مواجهة البروتستانتية.. فوكس الذي تطوع في الجيش الاسباني ليسطع نجمه هناك تحول إلى الكاثوليكية في عام1593 . و تم اختياره لمهاراته الفائقة التي اكتسبها في الخارج لحفر نفق تحت البرلمان و تهريب البارود إلى داخله.

فشل الخطة.. و نهاية دموية..
اكتشفت المؤامرة عندما وصلت رسالة إلى أحد اللوردات الكاثوليك بعدم حضور حفل افتتاح البرلمان. و خضعت جميع غرف مبنى البرلمان لتفتيش دقيق ليتم اكتشاف فوكس و بجانبه البارود و يتم اعتقاله على الفور. لم يكتب لخطط فوكس النجاح ..إذ اتهم جميع من شارك في المؤامرة بالخيانة العظمى و حكم عليهم بالاعدام إما شنقا أو بقطع الرؤوس في عام 1606 و تم تعليق رؤوسهم في أماكن مختلفة من لندن و على مداخل البرلمان ..
ليلة الألعاب النارية
أصدر البرلمان البريطاني قانونا بجعل الخامس من نوفمبر من كل عام عيدا لشكر الرب على اكتشاف الخطة. و منذ ذلك الحين جرت العادة على إطلاق الألعاب النارية و إنشاء نار كبرى يتجمع حولها الأهالي في كل بلدة احتفالا بهذه المناسبة ..مناسبة يستمتع فيها الكبار قبل الصغار..
مفارقات
ثمة مفارقات لا تغيب عن ذهن من تسري في عروقه دماء عربية ..ذاكرة تأبى إلا أن تستيقظ في كل حين ..حتى لو عاش في مجاهل ألاسكا..لترافقه في حله و ترحاله. ..فيتذكر تلك الأرواح البريئة الصغيرة..التي حسبت هالة النور التي في الفضاء ألعابا نارية ..لتكتشف في غمضة عين أنها نار تخترق سقف البيت لتحوله إلى لهب و رماد ..في شرقنا ..النار تحرق ..و في غربهم ..النار لا تحرق .. و الفرق بين "النور" و "النار" هو الفرق بين الموت والحياة..
لو نجا الحريري يا ترى من الاغتيال هل كان اللبنانيون ليحتفلوا بهذه المناسبة كل عام ..؟؟..ربما نعم .و ربما لا ..و لكننا تعلمنا أن "لو" من عمل الشيطان ..فهنيئا للبريطانيين نجاة مليكهم ..و هنيئا لنا منطقة لا تحتاج لألعاب نارية ليوم في العام..لأنها في سماء بلادنا الجريحة كل يوم!
تصوير: إيمان عبد العال


4 comments:

Anonymous said...

فهنيئا للبريطانيين نجاة مليكهم ..و هنيئا لنا منطقة لا تحتاج لألعاب نارية ليوم في العام..لأنها في سماء بلادنا الجريحة كل يوم!
تقرير رائع ..
شكرا لك يا أروى

أروى وليد said...

العفو أخي محمد ..

تحياتي :)

Anonymous said...

فعلا تقرير متميز
جزاكم الله خير يا اروي
انا

أروى وليد said...

و إياكم أخي "انت

بارك الله فيكم