Wednesday, April 04, 2007

من أروى وليد..إلى نبض الشام ..



أوروبية المسكن ...خليجية المنشأ ..و شامية الهوى ..بهذه الكلمات قد أستطيع اختصار حياتي ..أو هويتي ..إذا قدر للمرء أن يختصر هويته في يوم من الأيام!


فكرت كثيرا في عنوان مدونتي ..و لم أجد بدا من التنقيب عن جذوري في سني
عمري الماضية ..لمن أنتمي؟ ..و أي البلاد أحب؟ ..سؤال لطالما عذبني في حلي و ترحالي ..في يقظتي و منامي..


لا زلت أذكر سورية ..في طفولتي ..ذاك الاسم الذي لم أفقه معناه حتى بلغت الخامسة .. فبالنسبة لي سورية كانت عبارة عن متاهة.. غامضة.. أو قفص كبير يقف على عتبته "أسد" كبير يحميها من الشرور التي تحدق بها...هذه هي الصورة الطفولية التي كونتها عن وطني ..

سورية الله حاميها ....

ثم كبرت ..لأكتشف أن سورية بالفعل هي قفص كبير يقف على عتبتها أسد!..أسد عجوز ..يرهب الناس بدل أن يحميهم ..ليحول الجنة إلى قفص موحش يسكنه الظلم و الظلام ..و يعشعش فيه الخوف ..ليرحل العدل بعيدا..لاجئا ذليلا ..بعد أن غلبه الظلم و لم يبق له مكانا ..

في بلادي ..يخيم الهدوء على مدنها ..و لكن مهلا ..أي هدوء؟؟ ...لا أسمع حفيف الأشجار و لا زقزقة العصافير؟؟ إنه صمت القبور ..أصبح الناس أمواتا و هم أحياء ..كيف لا ...و قد أرغمهم الضرغام على الموت ..حين سلب منهم روحا لا تصح الحياة بدونها.. يقال لها حرية ؟؟ ....

في كل يوم ..ترفرف هذه الروح بين المدن الشامية العتيقة.. و بين الأزقة و الحواري .. و تسائل الناس و الطيور و الأشجار ..ألم تشتاقوا لي ؟؟ ألا تحنون لعودتي ..؟؟ لتلقى وجوها لم تألفها ..وجوها أنهكها التعب و مطاردة الأحلام التي ما تحققت ..و يصر "حامي الوطن" على قتلها ..

في بلادي ..

في بلادي ..ينفى المرء من الحياة .. لقولة الحق.. يعاقب الشريف على شرفه.. و الصديق على صدقه ..و تهان الكرامة في كل يوم على الملأ ..

أنا لم ألقاك يوما يا وطن ..باعدت بيني و بينك الأحداث و الخطوب بعد المشرق و المغرب !..لكنني رغم كل هذا ..أشتاق ..و أحن..و أي شوق و أي حنين!..

بالنسبة لي ..ما زلت صورة اختزنتها في مخيلتي ..لن أقول ذاكرتي ..لأنها حرمت رؤيتك هي أيضا..تاريخي معك أيها الوطن يملأ صفحاته الحرمان..

أعلم أنك يوما ما ..كنت تنبض بالحياة .. لكن الجلاد أبى إلا أن يوقف نبضك .. يخشى أن ينبض قلبك من جديد . لأنه يرى في نبضك نهايته ..فقررت أن أكون و من معي ..نبض الشام
..

5 comments:

Anonymous said...

ستعودين إلى بلدك بإذن الله ..
أنت ومن خرجوا من ديارهم ..

مهما طغى الأسد وتجبر الجلادون :)

أروى وليد said...

حياكم الله أخي بشير ..

سنعود.. و ربي سنعود ..إن شاء الله ..

و الشام ..ستنبض من جديد بحول الله ..

تحياتي

Anonymous said...

كلمات رائعة ..

بوركت الشام بأمثالك يا أروى ..

ستبقى الشام نبضاً
حياً فينا .. يهبنا الحياة ..
في الوقت الذي تنتثر فيه أشلاء الموت في كل مكان

تحياتي ،، :)

أروى وليد said...

حياكِ الله عزيزتي أراكة ..

تسلمي لي يا رب ..

ستبقى الشام نابضة بأمثالك أنت أيضا :)


بارك الله في الشام و أهلها و من حولها و في كل الآمة الإسلامية ..

تحياتي لك أخية ..:)

Anonymous said...

السلام عليكم
لا ادري ماذا اقول ولكن كل الامل بالله بان يعود مئات الالاف الى الوطن الحبيب

س. وليد
S. wouled