Monday, April 02, 2007


الجزيرة .. و صنعة التغيير!



أروى وليد ـ الجزيرة توك ـ لندن


صخرة قاسية عصية على التكسير ..تتناوب عليها شتى أنواع المطارق و الأدوات لتكسريها عبثا ..تأبى الصخرة إلا أن تقاوم كل الأدوات الحادة التي تسعى إلى تدميرها ..و في النهاية..تسقط عليها قطرة ماء لتفعل ما عجزت عنه جميع الآلات الحادة .. فتقسم الصخرة إلى نصفين و كأنها لم تكن حتى وقت قريب تأبى الانكسار ..هذه القطرة تجد عليها شعار قناة الجزيرة .. , هذا هو فحوى الإعلان الجديد على القناة..مشهد مليئ بالرمزية لوضع عربي إسلامي بات حاله كالحجارة أو أشد قسوة!


رمزية المشهد ..و مرارة الواقع .


.لهذا الإعلان إسقاطات على الواقع و دلالات عميقة لدور الجزيرة الحالي في تغيير بل و "صناعة" الواقع العربي الإسلامي الحالي . فالجزيرة عبر نقل الحدث تساهم أيضا في صنعه..فكيف استطاعت الجزيرة تحقيق هذه المعادلة الصعبة في وقت عجزت عنه القنوات الأخرى؟


ما بين إعلام " استقبل و ودّع" و إعلام "الرأي و الرأي الآخر" تكمن المفارقة!


فبعد عقود من إعلام الرأي الأوحد برزت الجزيرة لتحطم جميع الحواجز و تبني قاعدة من المصداقية لدى المشاهد العربي بنقل الأحداث كما هي و إبراز وجهات نظر أطراف مختلفة لنفس الحدث ..لتقول للمشاهد العربي : ها قد نقلنا لك الحدث و نقلنا لك وجهات النظر المختلفة و لك أن تتبنى ما يحلو لكمن الآراء! و هذا بحد ذاته نوع من أنواع الحرية حرم منها المواطن العربي لسنوات طوال بات فيها إعمال العقل و تكوين الرأي ضرب من ضروب الرفاهية التي لا تحق له! ..


التغيير..على أجندة الجزيرة؟


ما زلت أذكر الأستاذ وضاح خنفر مدير عام شبكة الجزيرة عندما سألته في اجتماعه مع فريق الجزيرةتوك "هل التغيير في العالم العربي من ضمن أجندة الجزيرة؟" ليجيبني بثقة : "الجزيرة تسعى للتغييرفي العالم العربي من خلال نقل الواقع كما هو بغير التعتيم الإعلامي على الحقائق الذي اتسمت به القنوات العربية الرسمية".و قد صدق الأستاذ وضاح..فالشواهد التي تشير إلى تأثير الجزيرة على مجرى الأحداث أكبر من تعد أو تحصى..و على الرغم من الاتهامات العديدة التي وجهت للقناة "كالغوغائية" و "الشعبوية"ف"علبة الكبريت" كما يحلو لحسني مبارك تسميتها -كناية عن صغر حجمها و كبر تأثيرها- يشاهدها يوميا 50 مليون مشاهد ..مما أدى لاختيار مجلة "شالانج" الفرنسية الدكتور فيصل القاسممقدم برنامج "الاتجاه المعاكس" الذي يبث على قناة الجزيرة ضمن الشخصيات الـ20 الأوائل الأكثر تأثيرا على المستوى العالمي.


و مثال آخر على تأثير الجزيرة هو ازدياد عدد المدونين المصريين بعد مشاهدة حلقة حصاد 2006 عن التدوين و كلنا نعرف دور هؤلاء المدونين فيكشف قضايا التعذيب الوحشي في مصر, و ما تفكير بوش في قصف مبناها في الدوحة إلا دليلآخر على عمق هذا التأثير! و تعليقا على اتهام الجزيرة "بالشعبوية" رد الأستاذ وضاح أنه يصب في مصلحة الجزيرة و ليس العكس ..فالشعبوية تعني أن الجزيرة تنطلق من قاعدة شعبية و همومها هي هموم الشارع العربي


.و حتى نصل إلى واقعنا العربي الإسلامي المنشود..ستبقى قناة الجزيرة قطرة الماء التي تروي صحراء جهلنا
القاحلة ..قطرة.. خرجت من صحراء الجزيرة العربية ..لتروي ظمأ المشاهدينمن المحيط إلى الخليج..

2 comments:

اروي الطويل said...

ربنا يا اروي يارب يوفقك ويكرمك يارب
مدونتك رائعه وكتاباتك اكثر روعه

أروى وليد said...

تسلميلي حبيبتي أروى ..:)

الله يخليكِ يا رب ..

دمت لي أختا عزيزة دائما ..:)