Friday, April 06, 2007

جوازات سفر للحيوانات الأوروبية ..في ذكرى الاتحاد!




جوازات سفر للحيوانات الأوروبية ..في ذكرى الاتحاد!


05/04/2007
أروى وليد ـ الجزيرة توك ـ ليدز


يجلس وزراء خارجية الدول الأوروبية على طاولة واحدة ..يتبادلون الآراء و ربما الضحكات و الابتسامات ..الايطالي بجانب الألماني ..و الفرنسي بجانب البريطاني ..و لكن الناظر لهذا المشهد قد يذكر أوقاتا دامية تناحرت فيها بلدان الجالسين..حربان عالميتان أسفرتا عن مقتل أكثر من 80 مليون شخص ..صبغتا شوراع أوروبا بلون الدم و أهوال الحروب.


. و الآن و بعد اثنين و ستين سنة على انتهاء الحرب العالمية الثانية يحتفل الأوروبيون بمرور 50 سنة على توقيع معاهدة روما ..المعاهدة التي أدت لإنشاء الاتحاد الأوروبي ..و الذي بلغ عدد أعضائه سبع و عشرون دولة حتى يومنا هذا ..


الاقتصاد قبل السياسة..


هذا هو الشعار الذي رفعه منظّر الاتحاد الأوروبي جين مونيه للمّ شمل الفرقاء المتناحرين في أوروبا..فقد علم أن الموارد الطبيعية قد تشكل أرضا خصبة لحرب عالمية ثالثة ..فأنشأت المجموعة الأوروبية للفحم و الصلب ..ليصبح التحكم في هذه الموارد مسئولية المجموعة عوضا عن الدول الفردية التي قد تقتتل عليها.. ومع مرور الزمن أخذت المجموعة خطواتها المتأنية نحو الاتحاد الاقتصادي الذي كان من أبرز انجازاته العملة الأوروبية الموحدة "اليورو" و السوق الأوروبية المشتركة ليصبح الاتحاد الأوروبي أكبر منطقة تبادل تجاري في العالم تضم 500 مليون نسمة و تتنقل فيها البضائع و العمال و رؤوس الأموال بلا معوقات تذكر ...


الازدهار الاقتصادي دعى دول أوروبا الشرقية للانضمام للاتحاد بعد النجاح الذي حققه و هي التي كانت حتى وقت قريب تابعة للنموذج الاقتصادي الاشتراكي مما أدى لتحسن في مستوى المعيشة في تلك الدول ..


تركيا ..خارج النادي


و تبقى تركيا هي الدولة الوحيدة التي يتمنّع الاتحاد الأوروبي عن ضمها لناديه.. تارة بحجة عدم تطابق المستوى الاقتصادي و تارة لأسباب عرقية و دينية بحتة كتشكيل تركيا بثقلها السكاني تهديدا لأوروبا المسيحية!


و هكذا يعد انضمام تركيا امتحانا حقيقيا لمنظومة الاتحاد الأوروبي..فهل الاتحاد فضاء انساني لتشارك الشعوب على أسس القواسم و المصالح المشتركة كما يدعي؟ أم هو ناد مسيحي مغلق لا يسمح للغرباء بالدخول.؟


عملاق اقتصادي ..و قزم سياسي..


فشل الاتحاد الأوروبي في تكوين سياسة دفاعية و أمنية مشتركة على الرغم من كل النجاحات التي حققها على المستوى الاقتصادي مما أدى لتقزيم دوره السياسي نسبيا أمام القوى العظمى الأخرى كأمريكا.. إذ يعد فشل الاتحاد في التدخل في أزمتي البوسنة و الهرسك و اقليم كوسوفو- اللتين راح ضحيتهما الآلاف من أرواح المسلمين- خير مثال على الاخفاق الاوروبي في مجال الدفاع..فشل لا يزال نقطة سوداء في تاريخ الاتحاد و موضع احراج له بسبب تدخل أمريكا و حلف الناتو لحل الأزمة ..


"لا" الفرنسية ..و الدستور الأوروبي..


لا يزال الاتحاد يطمح لتوسيع رقعة الاتحاد ليشمل النواحي السياسية لتأهيله للعب دور أقوى على الساحة الدولية ..فطرحت فكرة الدستور الأوروبي ..لتقابل بالرفض من قبل الشعب الفرنسي في الاستفتاء الشهير..رفض يعكس تخوف الشعوب من طغيان الاتحاد الأوروبي على سيادة الدولة و استقلاليتها.


جوازات سفر.. للحيوانات الأليفة !


الأمر لا يخلو من الطرافة! ..إذ ذكرت صحيفة الاندبندنت بهذه المناسبة على صفحتها الأولى 50 سببا تدعو المواطن الأوروبي لحب الاتحاد الأوروبي, من ضمنها إصدار جوازات سفر للحيوانات الأليفة تسهل حركتها في القارة الأوروبية! تطور قد يفسر الصعوبات و الأهوال التي يلاقيها المهاجرون عبر البحار ..في زمن بات فيه دفتر صغير.. مصدر لراحة الإنسان و شقائه! ..

9 comments:

المطالع بن الكتاب said...

السلام عليكم
اشكرك اختي على نشر المقالات.
فقط لو تكتبي اسم المصدر بنهاية مقالاتك لاني اتعب كثيرا على كتابة المقالات

تم ادراج رابط مدونتك لدى مبادرتنا لتتبعها

أروى وليد said...

أهلا أخي المطالع ..و عليكم السلام و رحمة الله ..

عفوا لم افهم ..أي مصدر للمقالات تقصد؟

و شكرا لإضافتك رابط مدونتي ..

دمتم بخير ..

Dr.khaled said...

نبض الشام
حياك الله

المشكلة ان بكرة بقى
هنسمع في الجرايد والاخبار
عن مهاجرين غير شرعيين من الحيوانات لدول أوروبا

أروى وليد said...

أهلا أخي خالد..حياكم الله..

أنا على عكس رأيك تماما ..

يوما ما ..سنتطور أكثر منهم ..و تطلب حيواناتهم اللجوء لبلادنا ..عندما نصل للتطور الحضاري ..سترجع قيم كالرفق بالحيوان لمنظومة أخلاقناالعامة ,,

هذا اليوم قادم إن شاء الله ..و ما ذلك على الله بعزيز ..

محمد عـنـانـى said...

هههههههههههه
قطط وكلاب وحيونات
هما البشر ماتو
حسبيا الله ونعم الوكيل
ربنا يستر علينا منهم
تحياتى
ومدونه رائعه

أروى وليد said...

أهلا أخي محمد ..

جزاكم الله خير ..

و سررت بمروركم من هنا

Dr.khaled said...

استاذة/اروى
مبروك على التغييرات في المدونة
اعتقد ان لونها الان افضل من ذي قبل

نتشرف بمرورك في المدونة

أروى وليد said...

الله يبارك فيك أخي خالد ..

موضوعك عن مصر أثار الشجون ..

جزاك الله خيرا

تحياتي

Dr.khaled said...

نتمنى رؤية موضوعات جديدة لك