Wednesday, March 21, 2007

العيد في بريطانيا..ثلاثة أسابيع!





العيد في بريطانيا..ثلاثة أسابيع!
أروى وليد ـ الجزيرة توك ـ ليدز

الازدحام خانق..لا مكان للمشي ...و لا مكان للجلوس و الصلاة إذا جئت متأخرا..و إذا حالفك الحظ في الجلوس في الخيمة التي نصبت خارج مسجد ليدز الكبير فالبكاد تسمع كلمة أو كلمتين من خطبة العيدالتي يلقيها الإمام داخله ..

و لكن بالرغم من كل هذا الازدحام علامات الفرح و الرضى ترتسم على الوجوه...و الناس يهنئون بعضهم بجملة ترد على ألسنة الملايين حول العالم: عيد مبارك!

مريم 18 سنة تشتكي من أنها لا تسلم من الضربات الغير مقصودة على رأسها كلما تأتي لصلاة العيدفي المسجد و تطالب بتوسعة المكان المخصص للنساء أما نورية 18 سنة ترى الجانب المشرق منالمشهد و تقول: " الأمر يستحق كل هذا العناء و الازدحام..و هو دليل على أن الناس يحبون الصلاةفي المسجد مع بعضهم البعض و هو أمر رائع".

العيد..طقوس سنوية

يتميز العيد في مسجد ليدز الكبير بطقوس اعتاد مرتادوه عليها منذ أن فتح أبوابه للمصلين...يبدأالإمام بتكبيرات العيد ليتبعه كل من في المسجد.."الله أكبر كبيرا ..و الحمد لله كثيرا" ..صوت واحد للمئات الذين اجتمعوا, نساءا و رجالا..شيبا و شبانا.
و بعد الانتهاء من صلاة العيد يقوم الناس بتهنئة بعضهم بعضا..فيصبح مشهد العناق و المباركات هوالمشهد الطاغي في جميع أنحاء المسجد. و توزع وجبة الفطور بعدها على الجميع و التي تتكون الخبز و الجبنة و الزبدة و المربى و العصير. و يقوم ممثل عن كل جالية مسلمة أو عربية في ليدز بالمعايدة على الملأ مثل الجالية الباكستانية و العراقية و النيجيرية و الصومالية و الماليزية.

فقرة توزيع الهدايا ربما هي الفقرة المفضلة لدى أطفال المسجد إذ ينتظرون قدوم العيد بفارغ الصبر للاطلاع على ما يخبئ لهم المسجد من هدايا طال انتظارها. و لكن يبدو أن بعض الفتيات الصغيرات لم يكتفين بالألعاب فقررن إضفاء بعض البهجة باعتلاء منبر المسجد!

مسجد واحد ..عائلة واحدة

ما إن تطأ قدماك أرض المسجد حتى يغمرك شعور بالألفة مع الجميع و مع جو الأخوة في الله و هذاماتؤكده صفية 24 سنة من عمان و تقول: " الكل هنا سعيد..الأطفال سعداء و الناس يهنئون بعضهم البعض.. أنا أحب العيد في عُمان لوجود أهلي هناك و لكن العيد في ليدز مختلف خاصة عندما نذهب إلى المسجد..كلنا بعيدون عن أهلينا هنا و نحاول إسعاد بعضنا البعض..سأشتاق للعيد هنا عندما أعودإلى بلدي" أما نورية فتقول:" الناس هنا يأتون من مختلف البلدان و الأعراق..إنه لأمر رائع أن يجتمع المسلمون في هذا المكان..و كأننا عائلة واحدة".

العيد..ثلاثة أسابيع.. و ليس ثلاثة أيام!

إذا كنت من سكان بريطانيا فلن تستغرب إذا أتتك دعوة للاحتفال بالعيد بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع بعد انتهائه. فصعوبات التنقل و التنظيم تحول دون إقامة الحفلات في أيام العيد. و على سبيل المثال,صادف أول أيام العيد أن يكون يوم الاثنين و هو بداية الأسبوع فاضطر الكثيرون للذهاب إلى أعمالهم و جامعاتهم مما يعني تأجيل الاحتفال بالعيد إلى نهاية الأسبوع.

أما الجاليات المسلمة و المؤسسات الإسلامية الكبرى فتقيم الاحتفالات بهذه المناسبة بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع من العيد فتدعو فرق الإنشاد الإسلامية لإحيائها. غالبا ما يأتي الحضور من مختلفأنحاء بريطانيا مما يتطلب وقتا و جهدا للتنظيم. و من أبرز الاحتفالات في العام الماضي مهرجان "احتفل بالعيد" الذي أقامته رابطة مسلمي بريطانيا "ماب" و دعت إليه فرق إنشاد إسلامية ذاتشعبية كبيرة في بريطانيا مثل فرقة "ريحان" الماليزية و فرقة 786" الأمريكية.

و سواء كان العيد ثلاثة أسابيع أو ثلاثة أيام يبقى العيد في مدينة ليدز تجربة لا تنسى يحن إليهاالإنسان مهما دار به الزمان..

http://www.aljazeeratalk.net/forum/showthread.php?t=7437




No comments: