Monday, March 19, 2007

رسالة حب مفتوحة ..إلى أمي..



أمي الحبيبة ..


لا أدري لم تتسارع الدموع لمقلتي في كل مرة أقفل فيهل سماعة الهاتف ..لا أتصور أنني تفصلني عنك مئات آلاف الأميال و البحار في قارة أخرى بعد أن كنا مع بعضنا لثمانية عشرة سنة..

أحن لتلك الأيام عندما كنا نجلس أنا و أنت كصديقتين نتسامر في جوف الليل ..نضحك سويا و نعبد الله سويا.. لكم ساندتني في أيام المحنة..و لكم زرعت البسمة على شفاهي في أحلك الوقات..أنت بالنسبة لي الأخت و الصديقة و أولا و اخيرا صدر الأم الحنون

منذ أن كنت صغيرة ..انقسم عالمي إلى قسمين حيث يعيش أمي و أبي ..و حيث يعيش اخوتي للدراسة..كما لو انقسم عالمي إلى ضفتي نهر يفصلهما نهر جارف ..على ضفتي مع أمي و أبي قضيت أسعد الأوقات.. كطفلة وجدت جنة الله على أرضه..و لكن ..كنت دائما أتطلع للضفة الأخرى من النهر ..حيث اخوتي بكل ما يلف عالمهم من غموض و مرح ...و هذا ما نغض علي مكوثي في طرفي من الضفة ..طبيعة بشرية ..لا يمكن لأحد أن يهنأ بجنته.. لابد أن يتطلع للجنة الأخرى بما فيها من فاكهة و ثمر ليزهد بما عنده ..

الآن يا امي ..أصبحت على الضفة الأخرى ..و من وقت لآخر ..أتوق شوقا للرجوع لجنتي الأولى حيث الحب و الحنان و الأمان ..لا أنكر ان جنتي الآن جميلة و لكنها لا تطاق لبعدي عنكما أنت و أبي..و في كل ليلة ..أظل ساهرة على ضفتي ..أتطلع للضفة الأخرى حيث أنت و أبي ..يسليني القمر ..و يذكرني بالأيام التي كنا فيها معا ..

على ضفتي ..أسهر كل يوم ..و أسائل نفسي ..يا ترى ...هل تذكروني في جلساتكم ؟ ..هل ضحكت كثيرا من نكات أبي ..أم هل أضحكته أكثر ؟ أم هل ما زلت تتضايقين من انشغاله عنك في أمور الدعوة؟ أم أنك قررت الاستسلام لكبد الدنيا و صعابها؟ أشتاق لرؤية أبي كل يوم بعد عودته من عمله ..ليتلقفني بصدره الحنون و ابتسامته الأثيرة التي يكسوها الحب و الرضى ..

لا أخفيك يا أمي..أدمنت هوى جنتي الأولى ..جنتك أنت و أبي .. و لكن قدر لي ..أن أختار بين ضفتين ... علي أن أختار كي لا أغرق في محاولتي اليائسة لإقامة جسر بينهما..و هذا هو حالنا في جناننا الفانية ..فراق و لقاء

في جنة الله حيث اللقاء الأبدي ..سأسأل الله أن يمنحني جناحين لأطير بين الضفتين ..و لكن لأصدقك القول ..سأسأل الله أن يجمعنا في جنة واحدة لا فراق بعدها ..حيث الأمان الأبدي و رضى الله يظللنا ..على سرر متقابلين ..اللهم لا تحرمنا ..
ابنتك المحبة


أروى

4 comments:

Anonymous said...

يقولون قديماً : الأم مدرسة إذا أعددتها ..أعددت شعباً طيب الأعراق

لم نعرف قدر تلك الكلمات إلا لما رأينا في هذه الدنيا الشعب الطيب الأعراق الذي نكن كلنا كل الاحترام لتلك المدرسة وهي الام

تعجز الكلمات عن شكر أمهاتنا ولكن سنظل ندعو لهم في حياتنا وان يرزقنا واياهم الجنان ...

شكراً لك يا اروى ..على وحي قلمك :)

عمّار توّك

أروى وليد said...

أهلا أخي عمار ..

صدقت أخي ..الأم مدرسة ..تعلمنا منهاو ما زلنا نتعلم ..

و لا أعتقد أننا سنتخرج منها في يوم من الأيام ..


جزاكم الله خيرا ..

أروى

Anonymous said...

كلمات جميلة أروى ..

لا تنبع إلا من قلب ينبض حبا وصدقاً

حفظ الله لك وللجميع أمهاتهم وأبائهم ..

أروى وليد said...

آمين يا رب..حفظ الله جميع أبائنا و أمهاتنا ..

شكرا لك أخي محمد على المرور و التعليق ..

بارك الله فيك ..


أروى