Saturday, March 17, 2007

ارفعي نقابك.. يقول سترو !





ارفعي نقابك.. يقول سترو !


11/11/2006
أروى وليد ـ الجزيرة توك ـ لندن

" "من دواعي السرور البالغ أن ألتقيك وجها لوجه يا سيد سترو". هذا ما قالته لي هذه السيدة اللطيفة بلهجتها اللانكاشيرية. فقد جاءت إلى مكتب النصائح في دائرتي الانتخابية لتسألني عن مشكلة ما. رديت لها الابتسامة وقلت لنفسي: "ستكون الفرصة جيدة" دون أن أقول ذلك لها. كانت السيدة ترتدي النقاب. عيناها كانتا مكشوفتين، لكن بقية وجهها كان محجوبا.. شعرت بشيء من عدم الارتياح وأنا أتحدث "وجها لوجه" مع شخص لا يمكنني أن أراه.. ارتداء الحجاب الكامل سيجعل من الصعب التقارب والإيجابية بين أطياف المجتمع. فهو كالتعبير الواضح عن الانفصال والاختلاف".

هذا ما كتبه وزير الخارجية السابق و النائب عن دائرة "بلاكبيرن" الانتخابية جاك سترو في مقال نشرته صحيفة "لانكاشاير إيفنينغ تيليغراف".

سترو لم يجد غضاضة في طلبه من النساء أن يرفعن نقابهن عندما يأتين لمقابلته.و يتابع" لا أذكر مرة واحدة رفضت فيه


سيدة أن ترفع الحجاب عن وجهها، ومعظم اللواتي أسألهن أبدين ارتياحا لكوني قمت بهذا الطلب."




المنقبات لسن مخلوقات فضائية !




على الرغم من مرور شهر على تصريحات سترو إلا أن تداعيات تصريحاته لا زالت مستمرة في أرجاء المجتمع البريطاني بين مؤيد و معارض و الذي انعكس بشكل مباشر على واقع المرأة لمنقبة في بريطانيا.


ففي تطور غير مسبوق أوقفت المعلمة عائشة عزمي عن العمل في مدرسة تابعة للكنيسة بريطانيا عندما رفضت نزع نقابها خلال فترة تدريسها للطلاب. طلب منها ذلك بدعوى أن"الطلاب يجدون صعوبة في فهم دروس اللغة الانجليزية لأنهم لا يستطيعون رؤية شفاهها تتحرك". و على الرغم من محاولة عائشة رفع دعوى قضائية بالتمييز الديني (لمحكمة العمل) فقد خسرت الدعوى و عوضت بمبلغ 1100 جنيه "لمشاعرها المجروحة".

و في مؤتمر صحفي عقد بعد النطق بالحكم قالت عائشة: "المنقبات لسن مخلوقات فضائية و على السياسيين أن يفهموا أن ما يقولونه له تداعيات خطيرة على حياة الأقليات التي يعاملونها كفئات منبوذة من المجتمع".

أما في مدينة برمنغهام فقد منعت كلية برمنغهام الطبية الطالبات من ارتداء النقاب خلال تعاملهن مع المرضى و مع أعضاء هيئة التدريس و خلال العمليات.

فهل يشكل النقاب تهديدا حقيقيا للعلاقات بين الجاليات في بريطانيا؟

محاولة للتواصل ..رغم الصعوبات



"أستطيع أن أتواصل مع الاخرين طالما أن الاخرين مستعدين للتواصل معي" هذا ما قالته مهجابين –الطالبة المنقبة بجامعة ليدز- و تتابع: "الناس لا يستطيعون رؤيتي و أنا أبتسم لذا علي أن ألجأ لطرق أخرى للتواصل بالمبالغة بتعبيرات عيوني". "أشعر أنني مستهدفة فالبلاد كلها تناقش ما إذا كان لي الحق في ارتداء النقاب من عدم ارتدائه. الكثير من الناس يحدقون بي خاصة بعد تصريحات سترو و أحدهم هو من المحاضرين في جامعتي"

و عما يمثل لها النقاب تقول : النقاب يتيح للناس للحكم علي من خلال شخصيتي و ليس من مظهري و أجد التواصل مع الجنس الآخر اكثر سهولة عندما ارتدي النقاب فعندها لن أضطر للتفكير فيما يدور في رأسهم و هم يتحدثون إلي".




"أريد أن اظهر للعالم انني لست الفتاة المظلومة كما يحاولون تصويري في الإعلام و أنني شخص طبيعي جدا.. أحاول التواصل مع الجميع من خلال الضوابط الإسلامية لكسر الحواجز و إذابة الجليد بيننا".



النقاب..أرقام و إحصائيات..

53% من البريطانيين يعتقدون أن جاك سترو كان محقا في تصريحاته بشأن النقاب بحسب استطلاع للرأي اجرته صحيفة الغارديان البريطانية بينما 36% فقط يعتقدون أنه كان مخطئا في تعامله مع القضية.

و يعارض 73% من المصوتين حظر النقاب بينما يفضل 20% فرض نوع من القيود على ارتدائه.

و من المفارقات أن النساء يبدين تفهما أكثر من الرجال لخيار النقاب إذ الأكثرية من المستطلعين الرجال 58% يعتقدون أن سترو على حق في انتقاده بينما الأقلية من النساء 49% يعتقدن أنه على حق.
ماذا عن الهاتف و الفاكس و الSMS؟

و في معرض دفاعها عن حق المراة المسلمة في ارتداء النقاب وصفت الصحفية إيفون ريدلي التي اعتقلت من قبل طالبان و اعتنقت الإسلام بعد إطلاق سراحها تصريحات سترو بانها "هراء"! في مقال نشرته في صحيفة "الواشنغتون بوست" و تتسائل: لماذا إذا نستعمل الهواتف النقالة و الثابتة و الإيميل و رسائل الجوال في تعاملاتنا اليومية؟ لا احد يغلق المذياع لأنه لا يستطيع رؤية المتكلم !



و تتساءل أيضا : أيهما أفضل أن يحكم على المرأة من قصر لبسها و مظهرها الخارجي أم عبر شخصيتها و ذكائها؟

و في ردها على من يتهمون الإسلام بظلم المرأة ذكرت الصحفية أن أكثر من ثلاثة نساء يقتلن يوميا في الولايات المتحدة على أيدي أزواجهن و شركائهن أي أن 5500 امرأة قتلن منذ الحادي عشر من سبتمبر!

و تذكر بمقولة لأحد القسيسين بأن "الحركة النسوية ما هي إلا حركة سياسية تشجع النساء على ترك أزواجهن و قتل أطفالهن و ممارسة الشعوذة!".

No comments: