Friday, August 03, 2007


من أنا ؟ و ماذا أريد؟ ( أين أنت؟ و ماذا تريد؟ )

بقلم : أروى وليد

كم مرة أحسست فيها أنك لا تعرف من أنت , أو أنه لا معنى لوجودك في الحياة ؟ أو أنك "شيء" مثلك مثل باقي الأشياء على هذه الأرض مصيرك إلى زوال في هذه الدنيا الفانية؟. لحظات مخيفة تلك التي تطرأ على الإنسان عندما تخطر بباله هذه الخواطر, و كأنه ينظر إلى ذاته من الخارج فيرى إنسانا مشوها غامض الملامح فاقدا للسلام الداخلي و الفكري.أما إذا كنت تعرف الجواب الشافي على الأسئلة السابقة فأنت من سعداء الدنيا و قبلة للكثير من الحساد الذين يفتقدون هذه النعمة!.

ما يميز الإنسان المسلم أنه مهما تاه في دروب الحياة, فسيعرف إلى أين يتجه و يحدد موقفه من الحياة و موقعه فيها, لأن الإسلام يقدم الجواب الشافي على جميع الأسئلة المحيرة عن الوجود, سببه, و مآله بعد الموت. فكم من شاب تائه كان همه المأكل و المشرب و الملبس عرف هدفه عندما رجع إلى كتاب الله و سنة نبيه فتمعن في معاني القرآن الكريم و وصل إلى ضالته, و كم من شاب أضناه السؤال عن الحياة ما بعد الموت فوجد في الإسلام ما يطمئن قلبه و يزيل عنه عناء الحيرة.

و جود فلسفة للحياة التي نحياها هي من أهم ما قدم الإسلام للبشرية على هذه الأرض, فما من شيء يدمر الإنسان كالعبثية و فقدان قيمة الحياة. سؤال " لماذا أعيش؟" يؤدي إلى سلسلة من الأسئلة مثل " لماذا آكل ؟ و لماذا أتعلم ؟". و إذا لم يجد جوابا لهذه الأسئلة فحاله لا يختلف كثيرا عن حال الحيوانات و المخلوقات الأخرى التي لم يرزقها الله العقل و البصيرة و قد يؤدي هذا الطريق به إلى الانتحار!. أما المسلم فيكفيه شرفا أنه يعلم أن الله تعالى استخلف الإنسان في الأرض لإعمارها و إصلاحها و أنه ما وجد على هذه الأرض عبثا.

"و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون", آية يخاطبنا بها الله تعالى كي نعلم أن لحياتنا قيمةً و هدفا و هي العبودية لله وحده. و أصبح جليا واضحا أن مفهوم العبادة أشمل و أوسع من الصلاة و الصيام و إيتاء الزكاة و الحج, فالعمل أيا كان إذا أخلصت النية فيه يصبح عبادة لله تعالى, و بالتالي فإصلاحنا للأرض و عمارتها عبادة!.و إذا نجحنا في هذه المهمة و أقمنا الدولة الإسلامية المتطورة اقتصاديا و تكنولوجيا و عسكريا و أقمنا العدل و المساواة في أرجاء الدنيا , نكون بذلك شهداء على الناس و ندعوهم إلى ديننا بثقة مع وجود المثال الحي الظاهر للعيان الدال على قوة ديننا و صحته.

جزء كبير من الحل لأزمة الأمة الإسلامية هي أن يحدد شبابها "من نحن" و "أين نحن" و إلى أين نريد أن نصل في سباق الأمم, و الناظر إلى حال الأمة المرير و هوانها على الناس يدرك أن الحل الطويل المدى لأزمتها هو التطور الحضاري و السعي إليه. و لا يتم هذا إلا إذا أخذ كل شاب هذه المهمة على عاتقه باستثمار مواهبه و قدراته التي وهبه الله إياها لخدمة الأمة الإسلامية و البشرية جمعاء.

في ظل الواقع الأليم للأمة الإسلامية , تلم بالمسلم روح اليأس و قد يتمنى لو أنه لم يخلق قط! أو أنه ولد في زمن يكون فيه الإسلام عزيزا كريما كزمن عمر بن عبد العزيز و صلاح الدين الأيوبي لكن عليه ألا يغفل عن سنوات الكفاح المريرة التي كابدها المسلمون حتى وصلوا إلى تلك الأزمنة الذهبية من العزة و الريادة بين الأمم. و لذلك فنحن و إن كنا في عصر الظلام الحالك فإنه الظلام الذي يلد الفجر و لنا الشرف في أن نشارك في صنع فجرنا و حضارتنا. فروح التحدي و المثابرة هي المميزة للشباب الذي يريد النصر و التطور للأمة الإسلامية. " وعد الله الذين آمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم و ليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم و ليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا و من كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون"*

. هذا وعد الرحمن. أبعد وعد الرحمن يأس و قنوط؟.*
سورة النور, آية 55.

No comments: